بعد إعلان المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، عن مضامين تقريره الموضوعاتي حول وضعية المساواة والمناصفة بالمغرب، بدأت ردود الفعل تتقاطر على مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، حيث تباينت الآراء بخصوص التوصيات المتضمنة في التقرير خاصة تلك المتعلقة بالمساواة في الإرث بين الجنسين، بين مؤيد ومعارض.. وفي هذا الصدد، اعتبرت فوزية العسولي رئيسة الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة في تصريح لاحد المواقع الالكترونية، أن ما جاء في توصيات المجلس الوطني لحقوق الإنسان بخصوص تعديل مدونة الأسرة ومنح المرأة حقوقا متساوية مع الرجل في الزواج وفسخه وفي الإرت، أمر يخدم مصلحة المرأة والمجتمع معا، وأن تلك التوصيات سوف تضع المرأة المغربية في الطريق الصحيح باعتبار أن المجتمع المغربي تغير بشكل كبير في السنوات الأخيرة وأن المرأة أصبحت في الوقت الحالي لديها مهام ومسؤوليات جسام تجعل من حقها الحصول على حقوق الرجل نفسها.
وتساءلت العسولي قائلة : "كيف يعقل أن نجد أب وأم يعملان حياتهما بأكملها من أجل توفير حياة كريمة لبناتهم، وفي نهاية المطاف يأتي شخص لا يعرفن عنه شيئا ليتقاسم معهن إرثهن فقط لكون الأب لم ينجب إبنا ذكرا، لهذا وجب تغيير القانون حتى يتماشى مع روح العصر، والإسلام حين منح المرأة نصف الإرث كان بسبب أنها معززة ومكرمة في بيتها، أما الآن فالمرأة لا تجد من يعينها على الحياة وتحتاج لأن تحصل على إرثها بالكامل حتى يتسنى لها مواجهة الحياة".
وأكدت المتحدثة أن الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة سوف تقف مع هذه التوصيات وسوف تطالب الحكومة بتبنيها، مضيفة أن على "أفراد المجتمع الرافضين لها الإمعان في معانيها وليس الرفض من أجل الرفض، فالمرأة تستحق أن تحصل على حقوقها بالكامل، لأنها سر من أسرار التنمية ومكانتها الحالية تستحق أن تتحول إلى شيء يتماشى مع دورها في بناء المجتمع".
أما الداعية الإسلامية الشيخ الحسن الكتاني، فكان له رأي آخر يختلف تماما مع ما قالته العسولي، حيث اعتبر، في تصريح لذات الموقع، أن "ما جاء في التوصيات هو خطوة خطيرة لنسف البقية الباقية من الشريعة الإسلامية في هذه البلاد"، مضيفا أن "هذه البلاد بلاد إسلامية منذ 14 قرنا وأهلها مسلمون ومحبون لدينهم، وهؤلاء الذين في المجلس الوطني لحقوق الإنسان هم فئة علمانية تسعى لفرض رأيتها على المجتمع المسلم وتدعي بأن هذه الرؤية رؤية كونية وعالمية".
وتابع الكتاني بالقول :"الحقيقة هي أن الأممالمتحدة تسعى لفرض رؤيتها على العالم كله، وهذه الرؤية هي رؤية خطيرة صرحوا بأنهم سوف يسعون إلى إزالة أي فوارق بين الجنسين حتى نصل إلى درجة الزواج المثلي ".