قتل مدربان اميركيان واخر من جنوب افريقيا واصيب سبعة اخرون اثر قيام ضابط اردني باطلاق النار عليهم في مركز لتدريب الشرطة شرق عمان, قبل ان يقتله عناصر من الشرطة, في حادث هو الاول من نوعه. وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام محمد المومني, في حصيلة جديدة ان "ثلاثة مدربين متعاقدين مع الامن العام بينهم اميركيان واخر من جنوب افريقيا اضافة الى مستخدمين اردنيين اثنين قتلوا في مركز لتدريب الشرطة شرق عمان". واوضح ان اردنيا اصيب بجروح خطرة توفي مساء متاثرا بجروحه. واضاف ان "شرطيا اردنيا قام باطلاق النار باتجاه المدربين وزملائهم ما ادى الى مقتل المدربين الثلاثة"، مشيرا الى ثلاثة اردنيين بين الجرحى فضلا عن "مدربين اميركيين ولبناني اصابته طفيفة". واوضح ان "قوات الشرطة تعاملت مع الحادث وقتلت المهاجم"، مؤكدا ان "التحقيقات جارية لمعرفة دوافع الجريمة وظروف الحادث". وفي واشنطن, اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما "فتح تحقيق معمق"، مضيفا "ننظر الى ذلك بشكل جدي للغاية وسنعمل بشكل واسع مع الاردنيين لتحديد ما الذي حدث بالضبط". بدوره, قال المومني ان "السلطات فتحت تحقيقا لتحديد دوافع الجريمة وملابساتها". ومن ناحيته, قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية جون كيربي ان المدربين الاميركيين كانا يدربان عناصر من قوات الامن الفلسطينية وهما متعاقدان مع الوزارة. واوضح ان "تحقيقا فتح ومن السابق لاوانه حتى الان التكهن بدوافع" عملية القتل. واشار الى ان عملية "التدريب مخصصة بشكل اساسي لقوات الامن الفلسطينية وهذا الامر قائم منذ العام 2008″. وقال مصدر مقرب من عائلة مطلق النار لوكالة فرانس برس, مفضلا عدم الكشف عن اسمه انه "ضابط برتبة نقيب ويدعى انور ابو زيد وان لا علاقة له بأي تنظيم ارهابي كداعش" في اشارة الى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف. واضاف ان "العائلة (وهي من محافظة جرش 51 كلم شمال عمان) تعيش في حالة صدمة وان الاجهزة الامنية تحقق معها في الحادث". وبحسب مواقع اخبارية فان الضابط اب لطفلين يبلغان من العمر عامين واربعة اعوام. من جانبها, ادانت السفارة الأميركية بشدة الحادث, في بيان تلقت فرانس برس نسخة عنه, مؤكدة ان "التحقيق جار وأنه من السابق لأوانه التكهن بالدافع في هذا الوقت". واضافت انها تعمل "عن كثب مع الحكومة الأردنية والأجهزة الأمنية المحلية على إجراء تحقيق كامل وشامل". والمركز الذي وقع فيه الحادث يدعى المركز الاردني الدولي لتدريب الشرطة ويقع على بعد 30 كلم شرق عمان وسبق ان دربت فيه قوات من الشرطة العراقية وقوات الامن الوطني والحرس الرئاسي الفلسطيني خلال السنوات القليلة الماضية. وكان مصدر امني اردني اكد في وقت سابق لوكالة فرانس برس مقتل عسكريين اميركيين اثنين واصابة اثنين اخرين على يد عسكري اردني في مركز تدريب للشرطة في منطقة الموقر (شرق عمان) مشيرا الى ان "العسكري الاردني اطلق النار فيما بعد على نفسه ما ادى الى مقتله". وبحسب بيان صادر عن الديوان الملكي, فقد زار العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني مصابي الحادث في المستشفى حيث يتلقون العلاج للاطمئنان عليهم. وتزامن الحادث مع الذكرى السنوية العاشرة لتفجيرات عمان التي احياها الملك عبد الله الثاني والملكة رانيا الاثنين مع اسر ضحاياها. ووقعت تفجيرات عمان في 9 نوفمبر 2005 في ثلاثة فنادق هي "الراديسون ساس" و"حياة عمان" و"دايز ان" وراح ضحيتها 57 شخصا بالاضافة الى اصابة نحو 200 اخرين. ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي عن الملك عبد الله قوله, بعد ان وضع اكليلا من الزهور على النصب التذكاري الذي اقيم تخليدا لضحايا تلك الانفجارات في "حديقة شهداء عمان", "أعلم أن هذا اليوم صعب جدا عليكم, فما يعيشه العالم اليوم من ماسي الإرهاب, يذكرنا بما عايشتموه قبل عشر سنوات". واضاف "أشكركم على المعنويات التي تتحلون بها, وتمنحوها لي ولكل الأردنيين والأردنيات, والشجاعة التي لمستها قبل عشر سنوات وما زلت المسها اليوم". ويشارك الأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق شاسعة من سوريا والعراق المجاورتين. وكان الاردن الذي يقول انه يستضيف اكثر من 1,4 مليون سوري منهم 600 الف سجلوا كلاجئين منذ اندلاع الازمة في مارس ,2011 قد شدد اجراءاته على حدوده مع سوريا واعتقل وسجن عشرات الجهاديين لمحاولتهم التسلل الى الاراضي السورية للقتال هناك. وتتقاسم المملكة مع سوريا حدودا مشتركة يزيد طولها عن 370 كيلومترا.