رجّح تقرير رسمي لوزارة الداخلية التشيلية، لأول مرّة، فرضية أن يكون الشاعر بابلو نيرودا (1904 – 1973) قد قُتل. يؤكّد التقرير أن الفائز ب "جائزة نوبل للآداب" سنة 1971 لم يمت نتيجة سرطان البروستاتا الذي كان يعاني منه، مرجّحاً كفّة أن يكون الموت بفعل فاعل، حسب تقرير ل"العربي الجديد". إلى غاية الأمس القريب، كان موت الشاعر في سبتمبر 1973 يُنسب لمرضه، بينما اعتُبرت الفرضيات الأخرى مجرّد احتمالات، رغم إجراء عدّة تحقيقات، كشف أحدها عن وجود جرثومة غريبة في جثّة الشاعر سبّبت له الوفاة. توفي نيرودا في مصحّة في العاصمة التشيلية سانتياغو، بعد أيّام من نقله إليها. حينها، أُعطيت له – حسب التقرير – جرعةٌ عجّلت بموته. حدث كلّ ذلك قبل ساعات من اعتزام صاحب "عشرون قصيدة حب وأغنية يائسة" السفر على متن طائرة إلى المكسيك حسب تقرير وزارة الداخلية، على الأرجح ليتزعّم حكومة من المهجر تندّد بإجراءات الجنرال أوغوستو بينوشيه الذي قام بانقلاب عسكري في 11 من السنة ذاتها، ما يترك الباب مفتوحاً على فرضية الاغتيال السياسي. وصرّح القاضي المكلّف بالتحقيق، ماريو كاروثا إسبينوسا، لصحيفة "إلباييس" الإسبانية: "تحدّثنا، منذ البداية، عن وجود مادّة غريبة. نيرودا كان مريضاً بالسرطان، لكنه لم يكن يحتضر. رغم أن حالته تدهورت في 23 سبتمبر ومات في ظرف ستّ ساعات، إلا أننا في انتظار تحليل دليل أخير هو البكتيريا التي وجدت في جثته". ويعود الفضل في فتح تحقيق في القضية، سنة 2011، إلى سائق الشاعر، مانويل أرايا، الذي أبلغ السلطات عن أن نيرودا قد اغتيل. من جهة خرى، يُنتظر أن تُنشر الأربعاء القادم، في إسبانيا، سيرة جديدة للشاعر تحت عنوان "نيرودا: أمير الشعراء" للكاتب والمؤرّخ الإسباني ماريو أموروس. تكمن أهمية هذه السيرة باعتبارها تكشف، من بين أمور أخرى، عن ملابسات وفاة/ مقتل الشاعر.