استقال مصطفى الباكوري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، من عضويته بالمجلس البلدي لجماعة المحمدية. وقدم الباكوري يوم الاثنين الفائت، استقالته إلى السلطات المختصة بعمالة المحمدية، عقب شهر واحد من تشكيل أجهزة المجلس البلدي. وقال مصدر مقرب من الباكوري، إن «الاستقالة كان سببها رغبة الباكوري في التفرغ لمهامه في جهة الدارالبيضاءسطات». علما أن العضوية في المجلس الجماعي لا تتنافى مع العضوية أو رئاسة المجلس الجهوي. وبالفعل، قال مسؤول بعمالة المحمدية، «إن رسالة الاستقالة تضمنت حيثيات تتعلق بعدم قدرة الباكوري على مواكبة الالتزامات المترتبة عن عضويته في المجلس الجماعي، وطلب قبول استقالته من المجلس ليعوضه عضو آخر من حزبه». وتعد مدينة المحمديةمسقط رأس الباكوري، من كبريات المدن بالمغرب، وتحتوي على مناطق صناعية هائلة، ويفوق عدد سكانها نصف مليون نسمة. وحول ما إن كان الباكوري قد حسم وضعيته في جماعة المحمدية بتنسيق مع القيادة السياسية لحزبه، رد مصدر مقرب منه بالقول: «الاستقالة من عضوية مجلس جماعي ليست أمرا يستوجب تشاورا أو تنسيقا مع المكتب السياسي». وليس مؤكدا ما إن كان قرار الباكوري يعكس توجها لدى الحزب بأن يستقيل الرؤساء المنتخبون باسمه في الجهات، من عضوياتهم بمجالسهم الجماعية، ويرأس «البام» خمس جهات وهي الدارالبيضاء–سطات، طنجةتطوان- الحسيمة، بني ملالخنيفرة، مراكشآسفي والجهة الشرقية. ويشغل الباكوري منصب رئيس جهة الدارالبيضاء-سطات، وكان قد فاز بمقعده في المجلس الجهوي عن طريق القائمة الإقليمية بعمالة المحمدية بعدما حسم ذلك حجم الأصوات التي حصل عليها في المدار القروي لعمالة المحمدية. كما يشغل أيضا منصب الرئيس المدير العام للوكالة الوطنية للطاقة الشمسية، وهي مؤسسة رسمية إستراتيجية، فضلا عن منصبه السياسي كأمين عام لحزب الأصالة والمعاصرة. وقال مصدرنا إن «تعدد المهام هذه أمر لا يطاق، وفي غالب الأحوال، سيتخلى عن منصب آخر من مناصبه كي يتفرغ بشكل أكبر لعمله كرئيس لجهة الدارالبيضاءسطات». ويستغرب مسؤول في بلدية المحمدية فضل عدم الكشف عن اسمه، من قرار الباكوري الاستقالة من المجلس الجماعي موضحا أن «الباكوري لا يشغل أي مهمة في المجلس قد تؤثر على مردوديته في مناصبه الأخرى، وكل ما تتطلبه عضويته في بلدية المحمدية هو حضوره مرة كل ثلاثة شهور لدوراتها العادية أو الاستثنائية، ولا يستغرق ذلك بعض ساعات، لمراقبة التسيير»، معتبرا أن «استقالة الباكوري بمثابة نقض لالتزامه مع ناخبيه في الحملة الانتخابية». ووضع الباكوري استقالته من جماعة المحمدية يوما قبل عقد الدورة الأولى لمجلسها البلدي، وكانت آخر مرة حضر فيها لنشاط رسمي يخص جماعته هو يوم انتخاب رئيس المجلس ومكتبه المسير، عندما صوت لصالح مرشح حزب العدالة والتنمية، مصطفى عنترة ليكون رئيسا. وقال عضو في الأغلبية إن «الباكوري أراد تفادي تفسير غيابه المتكرر عن الجلسات الدورية للمجلس البلدي، والنظر إليه كلامبالاة إزاء الناخبين الذين صوتوا لصالحه في المحمدية». لكن مصدرا قريبا من الباكوري يؤكد بأن الرجل «لم يكن مهتما بحضور جلسات دورات المجلس البلدي لأنه يعتقد أنه ليس لديه ما يفعله هناك». بيد أن مصدرا آخر في حزب الأصالة والمعاصرة ذكر أن «خطط الحزب بالمحمدية لم تكن تنطوي حينما عرض على الباكوري ترشحه في القائمة المحلية، أن يكون مصيره هو المعارضة، وكانت الآمال أن يُسير الحزب بلدية المحمدية، لكن مع خروجه خاوي الوفاض، لم يعد هناك ما يفعله الباكوري في الجماعة». وخاض الباكوري حملة كبيرة في المحمدية في الانتخابات الجماعية، لكنه لم يحصد سوى سبعة مقاعد في القائمة العادية، بينما منافسه حزب العدالة والتنمية، فقد كسب 22 مقعدا. و»كانت تلك ضربة غير متوقعة»، كما يقول مصدر في «البام». وحدثت خلافات في الفترة الأخيرة داخل حزب الأصالة والمعاصرة في المحمدية، إذ إن الباكوري دفع في اتجاه أن يساند أعضاء حزبه المنتخبين في الجماعة، الأغلبية الجديدة حتى وإن لم يكونوا جزء منها، وهو ما لقي معارضة قياديين محليين. لكنهم التزموا بقرار أمينهم العام، حتى إن محمد طلال، الذي كان وكيلا للائحة «الجرار» في المحمدية، أعلن عن أن منتخبي حزبه «ليسوا معارضين لرئيس المجلس البلدي».