هذا هو السؤال الذي يطرحه المتتبعون للشأن السياسي، بعد النتائج الأخيرة التي حصل عليها حزب الزعيم علال الفاسي في انتخابات 4 شتنبر الماضي، خصوصا أن الأمين العام للحزب، حميد شباط، كان قد وعد بتقديم استقالته في حالة عدم حصوله على المرتبة الأولى، قبل أن يتراجع عن ذلك، ويعلن في لقاء مع الشبيبة الاستقلالية، يوم 11 أكتوبر الجاري، أن حزب الاستقلال تصدر انتخابات 4 شتنبر، مقارنة بما حصلت عليه الأحزاب الوطنية، أما حزب الأصالة والمعاصرة الذي احتل المرتبة الأولى، فقد أخرجه شباط من دائرة الأحزاب الوطنية"نحن نتنافس مع الأحزاب الوطنية، وليس مع من احتل المرتبة الأولى، ولا مع جهات أخرى غير الأحزاب الوطنية"، يقول حميد شباط في لقائه مع شبيبة حزبه. ويبدو أن هناك جملة من المؤشرات كلها تشير إلى أن حزب الميزان مقبل على الدخول في مرحلة جديدة، تقتضي قيادة بديلة للقيادة الحالية، التي لا يظهر أنها متمسكة بالأمين العام، وهو ما بدا جليا من خلال عدم إصدارها بيانا تتضامن فيه مع شباط، وتستنكر تصريحات وزير الداخلية، محمد حصاد، الذي اتهم في أول مجلس حكومي بعد انتخابات 4 شتنبر بابتزاز الدولة، إضافة إلى ما تسرب من أخبار من اجتماع اللجنة التنفيذية الأخير لحزب الاستقلال، الجمعة الماضي عن وجود تمرد داخل اللجنة على قرارات حميد شباط، والدعوة إلى محاسبته على "المسار الخاطئ"، الذي دخله الحزب منذ الخروج من حكومة عبد الإله بنكيران وبناء تحالف "غير طبيعي" مع حزب الأصالة والمعاصرة، وهو ما حصد الحزب نتائجه في انتخابات الجماعات، والجهات، ورئاسة مجلس المستشارين. الإطاحة بحميد شباط، تتطلبها الظرفية الحالية التي يوجد عليها حزب الاستقلال، الذي يسعى إلى فتح صفحة جديدة مع حزب العدالة والتنمية في انتخابات 2016، وهو الأمر الذي يصعب أن يتحقق في ظل قيادة شباط لحزب الميزان، حيث أكد بنكيران لوفد حزب الاستقلال، الذي زاره من أجل تقديم عبد الصمد قيوح مرشحا لمجلس المستشارين، أنه لا بد من التبرؤ من "البام" وإزاحة شباط لفتح صفحة جديدة بين الحزبين. امحمد الخليفة، أحد القياديين التاريخيين في حزب الاستقلال، قال في تصريح لموقع "اليوم 24" إن حزب الاستقلال يعيش في مفترق الطرق، فإما أن يسلك به الطريق، الذي خططه أعداء الحزب وتسخيره لأهوائهم، وإما أن ينتفض الأبناء البررة الشرعيون في القيادة الحالية، والقيادة التاريخية للحزب، وجميع المناضلين الشرفاء للقيام بثورة تصحيحية، تحطم المخططات الجهنمية، التي يواجهها الحزب. وأكد امحمد الخليفة في رده على سؤال هل يوجد في قيادة الحزب الحالية من يقدرون على قول لا في وجه شباط؟ أنهم بالفعل موجودون، لأن حزب الاستقلال ليس عقيما، مبرزا أن المرحلة تقتضي إشراك الجميع في ثورة تصحيحية، تصحح المسار الذي سلكه الحزب، في عهد شباط. وأضاف الخليفة أن "مناضلي حزب الاستقلال الشرفاء" إما أن يثوروا ويصححوا المسار، وإلا ستقع الكارثة. ومن جهته، قال حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، في تصريح سابق لموقع "اليوم 24" إن المطالبين باستقالتهم أو من وصفهم بالمشوشين قلة، لم ترض بنتائج الديمقراطية، ولا تريد أن يصل أبناء الشعب إلى قيادة الحزب، مبرزا أنه لا يمكن له أن يقدم استقالته بعد تصدر حزب الاستقلال لانتخابات 2 أكتوبر الجاري، الخاصة بمجلس المستشارين.