أثار تصويت 8 أعضاء من الاتحاد العام لمقاولات المغرب، على مرشح حزب الأصالة والمعاصرة حكيم بنشماش، في 13 أكتوبر الماضي ومساهمتهم في فوزه برئاسة الغرفة الثانية، استياء لدى مسؤولين في حزب العدالة والتنمية الذي يقود الحكومة. مصدر مقرب من الحكومة، تساءل في اتصال مع «اليوم24»، عن خلفيات انحياز الباطرونا لأهم حزب معارض للحكومة، في وقت كان الاتحاد العام لمقاولات المغرب حريصا عبر تاريخه على البقاء على الحياد تجاه الصراعات السياسية. أكثر من هذا يقول المصدر إن حكومة بنكيران، كانت «الأكثر كرما مع الباطرونا»، من خلال إجراءات عدة، من قبيل BUTOIR، الذي يهم الضريبة على القيمة المضافة، وتخفيض الضريبة على الشركات الصغرى التي تربح أقل من 300 ألف درهم إلى 10 في المائة، وغيرها من القرارات لصالح الباطرونا.. «يفترض أن الاتحاد العام للمقاولات شريك للحكومة، وليس طرفا في الصراع»، يقول المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه. لكن هل صحيح أن الأصوات الثمانية لنقابة الاتحاد العام للمقاولات ساندت البام؟ وهل هذا سلوك جديد لدى الباطرونا بأن تنحاز إلى حزب يعد أشرس معارض للحكومة؟ «اليوم24»، سألت محمد حوراني، الرئيس السابق للاتحاد العام لمقاولات المغرب، عن رأيه في هذا التصويت، وما إذا كان يشكل منعطفا في مواقف الاتحاد العام منذ صعود مريم بنصالح إلى الرئاسة، لكنه فضل عدم الإدلاء بأي تعليق، قائلا: «في الحقيقة لم أتابع عملية التصويت»، مستطردا «أفضل أن أترك للمكتب الذي يسير الاتحاد العام صلاحية تدبير ما يراه مناسبا». بدوره كريم التازي، رجل الأعمال المثير للجدل، طلب مهلة للتحقق من مدى صحة خبر منح الاتحاد العام للمقاولات 8 أصوات، وقال «لابد من التحقق من التصويت قبل التعليق». لكن كيف جرت الأمور داخل كواليس الاتحاد العام لمقاولات المغرب؟ مصدر مقرب من رئيسة الباطرونا المغربية، قال إن مريم بنصالح جمعت الأعضاء الثمانية في لقاء قبل التصويت، بعدما تقرر تراجع نايلة التازي عن الترشح وأبلغتهم أن الاتحاد العام «لا يجب أن يظهر أنه منحاز لأي طرف، وأن كل عضو له الصلاحية في التصويت على من يراه مناسبا».. لكن المصدر عاد للإدلاء بتوضحيات جديدة ل»اليوم24» بعد استشارة مسؤولي الباطرونا، قائلا: «إن القرار الذي اتخذ قبيل التصويت هو كالتالي: إذا ترشحت نايلة التازي، فإن الأصوات ال8 للباطرونا ستصب كلها لصالحها، أما إذا انسحبت التازي، فإن التعليمات كانت تقضي بأن تقسم الأًصوات، فتذهب 4 أصوات إلى حزب الاستقلال، و4 إلى البام. «لا نريد أن نظهر بأننا ندعم طرفا ضد آخر»، يقول المصدر. لكن هل تم الاتفاق مسبقا على من سيصوت لصالح بنشماش، ومن سيصوت مع قيوح؟ ولماذا صبّت كل أصوات الباطرونا في خانة بنشماش. يرد المصدر «لا دليل بأن جميع الأصوات الثمانية ذهبت لصالح البام». نجيب أقصبي، الخبير الاقتصادي، يحاول قراءة هذا الموقف، قائلا: «حسب معرفتي ب CGEM، فإنها هيئة تمثل الباطرونا وتدافع عن مصالح اقتصادية، ولهذا تتفادى التعبير عن مواقف سياسية»، مضيفا «المواقف السياسية للباطرونا كانت دائما غير معلنة، لكنها تسير في خط المخزن». أما اليوم، حسب أقصبي، فقد تبين من خلال التصويت الجماعي الذي حدث في انتخاب رئيس مجلس المستشارين، «أننا أمام تصويت جماعي في اتجاه واحد». وعلق قائلا: «لو انقسمت أصواتهم لقلنا إن كل واحد منهم عبر عن موقف، لكن ما حدث له معنى واحد، هو دعم توجه معين».