خصص الملك محمد السادس حيزا من الخطاب، الذي ألقاه قبل قليل، بمقر البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الخامسة من الولاية التشريعية، لانتقاد الخطاب السياسي الذي تتبناه كل من الأغلبية والمعارضة. وقال الملك إن "الخطاب السياسي لا يرقى دائما إلى المستوى المطلوب"، مضيفا "أنبه إلى أن التوجه نحو الصراعات الهامشية يكون على حساب القضايا الأساسية"، وهو ما ينتج نوعا من "عدم الرضى الشعبي ويكرس عدم الاهتمام بالبرلمان". ولفت الجالس على العرش الانتباه إلى أن المغاربة صاروا الآن "أكثر نضجا في التعامل مع الانتخابات، وأكثر صرامة في التقييم"، مؤكدا أنه "رغم كل الجهود المبذوبة فإن الصورة التي تبقى في ذهن المواطنين هي الصراعات والمزاديات بين الأغلبية والمعارضة، داخل البرلمان أحيانا وفي التجمعات الحزبية وفي وسائل الإعلام". وخاطب الملك البرلمانيين والمستشارين مباشرة بتأكيده: "ما ينتظركم هذه السنة من عمل لاستكمال المؤسسات لا ينبغي معه إضاعة الوقت في صراعات هامشية، فمشاريع النصوص القانونية التي ستعرض عليكم شديدة الأهمية والحساسية، لذا ارتأينا أن نذكر الحكومة والبرلمان بضرورة الالتزام بأحكام الفصل 86 من الدستور، الذي يحدد نهاية هذه الولاية التشريعية كآخر أجل لعرض القوانين التنظيمية على مصادقة البرلمان". وذكر الملك أن البرلمان يجب أن يكون مرآة تعكس انشغالات المواطنين وفضاء للحوار الجاد والمسؤول حول كل القضايا الوطنية الكبرى.