قالت رئيسة مركز الدراسات والبحوث في القضايا النسائية في الإسلام أسماء المرابط، اليوم الجمعة بالرباط، ان موضوع القوامة والولاية يظل من أبرز اشكاليات الفكر الاسلامي حتى الآن . وأوضحت لمرابط ، في كلمة افتتاحية خلال مائدة مستديرة حول "مبادرة تعميق وتأصيل المعرفة لمفهومي القوامة والولاية" نظمها المركز والرابطة المحمدية للعلماء ، ان موضوع القوامة والولاية " يمثل الإشكالية الأولى والمركزية في الفكر الإسلامي، لكنها لم تحسم بعد، نظرا لضعف الحلول المقدمة والمقترحة وكذا لوجود دوائر الخوف المتراكمة ، منذ عصور الانحطاط ، حول موضوع المرأة ".
وأضافت انه لابد من الاعتراف بوجود "مأزق تأويلي بين تفاسير وتأويلات ظلت رهينة سياقها التاريخي وبين خطاب ديني يرفض الواقع ويرفض الإقرار بالتحولات الاجتماعية العميقة ".
وترى المرابط أنه رغم إقرار مدونة الأسرة والدستور الجديد بالمساواة الكاملة بين الرجل والمرأة ، إلا ان " التمييز ضد المرأة لازال قائما والعقليات لازالت بعيدة كل البعد عن مفهوم المساواة والمسؤولية المشتركة"، مضيفة أن ذلك يرجع إلى العديد من العوامل (أخلاقية واقتصادية وتربوية) ومنها ان " دور الخطاب الديني العام لا يزال يتميز بالجمود والتقليد ورفض الواقع".
وأبرزت أن دور المرأة في المجتمع الإسلامي يكتسي أهمية قصوى، لذلك " لا يمكن الاكتفاء بالخطابات والأفكار النظرية التي أصبحت بعيدة كل البعد عن الواقع المعيشي المتغير والمضطرب عبر هيمنة عولمة عشوائية وحداثة كونية مجردة لا تعترف بهوية ولا مرجعية ولا تؤمن إلا بالمصالح الجيو-استراتيجية ".
من جهته، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء السيد أحمد عبادي،أن " القراءة المقاصدية لمفهومي القوامة والولاية في سياقهما اللغوي والتاريخي سيمكن من استيعاب هذين المفهومين وتحديد أهميتهما بالنسبة للأسرة في الظروف الراهنة"، مشددا على أهمية اعتماد تصور كلي توضع فيه الأجزاء التفصيلية .
من جانبها ، قالت رئيسة حركة (مساواة) العالمية زينة أنور من ماليزيا إن المغرب كان على الدوام مصدر إلهام للحركات النسائية في ماليزيا، معربة عن رغبة بلدها في الاستفادة من تجربة المغرب في مجال حقوق النساء ، خاصة مدونة الأسرة باعتبارها إطارا قانونيا عصريا يتناسب والمبادئ الإسلامية.
ودعت باقي البلدان الإسلامية إلى الحذو حذو المغرب الذي اعتمد ترسانة قانونية واجتماعية تسعى إلى تحقيق المناصفة، وصادق على معاهدات دولية واحترم التزاماته المتعلقة بمناهضة جميع أشكال التمييز ضد المرأة.
يشار إلى أن هذا اللقاء ، الذي يعرف مشاركة علماء وأساتذة باحثين من مختلف دول العالم الإسلامي، يروم إعادة قراءة مفهومي القوامة والولاية وإعطاء تفسير جديد لهما يكون منفتحا ومرتبطا بالسياق الحالي ، ومعتمدا على القراءة المقاصدية على الخصوص .
وتتوصل أشغال المائدة المستديرة المنظمة بتعاون مع حركة (مساواة) ، على مدي يومين بمناقشة مواضيع تهم بالخصوص "إعادة التفكير في القوامة في سياق المساواة والعدل " و "الإصلاح الديني ..التحديات والإمكانات" و"القوامة ومدونة الأسرة المغربية".