يبدو أن التهديدات الإرهابية وتحديات الهجرة السرية تدفع في كل مرة السلطات الإسبانية إلى الرفع من درجة التأهب والمراقبة الأمنية في حدودها البرية والبحرية مع المغرب، إذ أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية، رسميا، على لسان مندوب الحكومة بمدينة مليلية المحتلة، عبد المالك البركاني، عن عملها على إرساء «حدود ذكية» على غرار الأسلاك الشائكة للسياجات الحدودية التي تفصل المدينة عن باقي التراب الوطني. وتشمل هذه الإجراءات الجديدة وضع نظام التعرف على ملامح الوجه في المعابر الحدودية، خاصة معبر بني أنصار الذي يعرف دخول وخروج آلاف الأشخاص يوميا، وهي نفس الإجراءات التي تسعى إلى اعتمادها في مدينة سبتة السليبة أيضا. في هذا الصدد، أكد عبد المالك البركاني قائلا: «الهدف هو الرفع من الإجراءات الأمنية في معبر بني أنصار، من خلال إثبات وسائل تكنولوجية تعتمد على تقنيات المعطيات الحيوية للتعرف على الأشخاص وتحليل وسائل النقل التي تمر من المعبر»، حسب ما أوردته وكالة الأنباء أوروبا بريس، اول أمس الأربعاء. وتسعى الحكومة الإسبانية إلى بدء العمل بهذه التقنية مع مطلع العام المقبل (2016)، هكذا فإن الحدود التي تفصل المدينتين المحتلين عن باقي التراب الوطني ستدخل ضمن «مشروع الحدود الذكية»، الشيء الذي يعني أنه ستتم مراقبتها وتدبيرها محليا آو عن بعد، أي من خلال مراكز المراقبة التي سيتم الاعتماد عليها لأول مرة في نونبر المقبل بمقر القيادة العامة للأجانب والحدود بمدريد، ومن المركز الجهوي للتنسيق بين المعابر الحدودية بالجزيرة الخضراءوالذي بدأ العمل به هذا الشهر. في نفس السياق، أشار البركاني إلى أن الإجراءات الأمنية الجديدة جاءت كاستجابة لمطالب سكان مليلية منذ سنوات، مصيفا أن «معبر بني أنصار الحدودي مع المغرب يفرض اتخاذ الكثير من الإجراءات الأمنية، خاصة في العالم المعولم الحالي، الذي أصبحت فيه الأعمال الإجرامية تتعدى الحدود الوطنية وأكثر تعقيدا، في إشارة واضحة إلى ارتفاع التهديدات الإرهابية. يذكر أن المعابر الحدودية التي تفصل مدينتي سبتة ومليلية عن باقي التراب الوطني، تعرف يوميا دخول وخروج أكثر من 25000 شخص، أغلبهم من حمالي السلع المهربة، بالإضافة إلى ارتفاع عدد اللاجئين السوريين الراغبين في الحصول على اللجوء السياسي في مليلية. كل هذا يدفع الجارة الشمالية إلى اتخاذ هذه الإجراءات الأمنية الذكية لمنع تسلل الإرهابيين ومحاربة مهربي البشر والحشيش في المعابر الحدودية للمدينتين.