كشفت دراسة أنجزها المركز الإيطالي للدراسات والأبحاث idos، تم الإعلان عنها مؤخرا خلال اللقاء الذي نظمته جمعية «بيرسبيكتيف ميديتيرانيين» (آفاق متوسطية)، بشراكة مع وزارة الخارجية الإيطالية وبتعاون مع مؤسسة «إيبورت» ebert، أن عدد المقاولات التي أسسها مهاجرون مغاربة في إيطاليا ويعملون لحسابهم بشكل مستقل ونجحوا في تأسيس مقاولات خاصة بهم في إيطاليا، يفوق 64 ألف مقاولة، أي قرابة 10 في المائة منها في ملكية مهاجرات مغربيات. وأوضح مدير المركز الإيطالي للدراسات والأبحاث، في كلمة خلال تقديمه للدراسة في اللقاء الدولي، الذي احتضنته إيطاليا في نهاية يوليوز الماضي حول موضوع: «مخطط مارشال جديد الولاياتالمتحدة – الاتحاد الأوروبي للمنطقة المتوسطية..التنمية الاقتصادية وسياسة التعاون»، أن عدد المهاجرين المقيمين بصفة قانونية بإيطاليا يبلغ 5 ملايين مهاجر بينهم 500 ألف مهاجر مغربي يعمل بشكل مستقل في الأعمال الحرة. وحسب الدراسة يتصدر المغاربة قائمة المهاجرين الأجانب المستقلين، والذين يعملون لحسابهم: بأكثر من 64 ألف مقاول وعامل مستقل وعامل مغربي، متبوعين بالصينيين في الرتبة الثالثة ب47 ألفا و928 مقاولة، والرومانيين في الرتبة الثالثة ب 47 ألفا و742 مقاولة، والألبان في الرتبة الرابعة ب31 ألف مقاولة، والمصريين في الرتبة الخامسة ب 15 ألف مقاولة، ثم المهاجرين التونسيين، ثاني جالية مغاربية بعد المغرب التي ولج مهاجروها عالم المقاولات في إيطاليا في الر تبة العاشرة ب 14 ألف مقاولة. وحسب دراسة المركز الإيطالي للدراسات والأبحاث دائما، ارتفع عدد المقاولات الفردية التي يديرها مدير أجنبي بأكثر من 51 في المائة في سنة 2015 (أكثر من 524 ألف مقاولة أسسها أو يديرها مهاجرون أجانب)، ومن بينها تلك التي يديرها مغاربة التي ارتفعت بنسبة تفوق 61 في المائة مقارنة مع السنة الماضية. هذا، وتشير الدراسة إلى أنه في الوقت الذي مازالت الظرفية الاقتصادية في أوروبا، وكذلك في إيطاليا تعيش على إيقاع الأزمة، فإن عدد المقاولات التي أسسها مهاجرون أجانب يستمر في التزايد. ففي سنة 2015 تم إحصاء أكثر من 524 ألف مقاولة أسسها أو يديرها مهاجرون في إيطاليا. وتفسر منسقة اللجنة العلمية التي أنجزت الدراسة الدكتورة، «ماريا باولا ناني»، نجاح المهاجرين المغاربة في مجال المقاولات والأعمال بأنه لا خيار آخر أمامهم سوى ركوب مغامرة الاستثمار الخاص والاعتماد على قدراتهم الشخصية، بعد أن أدت الأزمة إلى فقدان عدد كبير من المغاربة وظائفهم، ليتوجهوا إلى خلق مقاولاتهم الخاصة للتخفيف من شدة وطأة الأزمة الاقتصادية في إيطاليا عليهم. وتفسر الدراسة ارتفاع عدد المقاولات التي يسيرها مهاجرون مغاربة بإيطاليا بقدرتهم على الاندماج داخل النسيج الاقتصادي المحلي، وسهولة التأقلم داخل مناخ الأعمال والاستثمارات. ومن بين النقاط القوية التي تفسر نجاح المهاجرين المغاربة في مجال المقاولة الخاصة، حسب تقرير مركز idos، تنوع القطاعات التي يستثمر فيها المغاربة في إيطاليا، إذ لا يكتفون بالاستثمار في قطاع واحد، بالرغم من أن التجارة والبناء ما زلا يستقطبان ستة مقاولين مغاربة في إيطاليا من أصل عشرة. وتشير الدراسة إلى أن نشاطات التجارة والبناء والأشغال العمومية ووكالات الأسفار وتقديم خدمات للمقاولات الجديدة والمطاعم والفندقة هي الأنشطة التي شهدت إحداث 2900 مقاولة جديدة يديرها مغاربة في إيطاليا. وتمثل المقاولات التي أسسها أو يديرها مهاجرون مغاربة في إيطاليا نسبة 15،2 في المائة من العدد الإجمالي للمقاولات التي أسسها مهاجرون أجانب. كما كشفت الدراسة أن ممثل المنظمة الدولية للهجرة في روما هوغو ميلشيوندا، سبق له أن أكد أن المقاولين المهاجرين المغاربة في إيطاليا يساهمون بنسبة 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام الإيطالي، وأن ثلثي الزبناء من الإيطاليين، وأن 16 في المائة منها تربطها علاقات أعمال مع المغرب بلدهم الأصلي. وتخلص الدراسة على أن دينامية الهجرة المغربية في إيطاليا كرست موقعها داخل عالم المقاولات، وأن المهاجرات المغربيات بدأن يخلقن لأنفسهن مكانة داخل هذه الدينامية، بالنظر إلى أن عدد المقاولات المغربيات في إيطاليا ارتفع بنسبة 14 في المائة ما بين 2012 و 2015 (ما بين 5390 إلى 6162 مقاولة تسيرها مهاجرات مغربيا) استثمرن في قطاعات التجارة والبناء والأشغال العمومية والصناعة، وهي القطاعات نفسها التي يتموقع في صدارتها المقاولون المهاجرون المغاربة الرجال.