«الأقزام» هو فيلم روائي جديد بدأ المخرج هشام العسري تصويره قبل ثلاثة أيام بالدارالبيضاء، سيقدم عبره صورا من احتفاء المغاربة بمونديال سنة 1986، باعتبار الحدث واحدا من الأشياء القليلة التي منحتهم الفرح والقدرة على الحلم في زمن عاشوا فيه في ما يشبه السجن، حسب ما أورده المخرج الشاب في حديث مع « اليوم24». الفيلم السادس في فيلموغرافيا الأفلام الطويلة لهشام العسري سيؤدي فيه دور البطولة الممثل عزيز حطاب، إلى جانب باقة من الممثلين الموهوبين الذين التقاهم المخرج في أعمال سابقة، منها فيلمه «جوع كلبك» الذي اختير لتمثيل المغرب في مهرجان برلين الدولي في دورته المقبلة, بعد عرضه في مهرجان تورينتو في كندا، تبعا لما كشفه العسري للجريدة. وعن فكرة فيلم «الأقزام»، قال العسري: «اختياري مونديال 1986 كفكرة لفيلم لم يكن عبثا، وإنما انطلقت مما ارتبط بذهن المغاربة خلال تلك الفترة، على اعتبار أنهم كانوا يعيشون خلالها في ما يشبه السجن، فلم يكن ثمة أي انفتاح على باقي البلدان، ولم نكن ندري ما يجري خارجا قبل هذا الحدث». مشروع الفيلم، الذي أشرف على كتابة سيناريوه مخرجه هشام العسري، يحكي قصة شرطي يجبر على حراسة قنطرة، يحتمل أن يمر عبرها الملك الراحل «الحسن الثاني». هناك سيلتقي سكان باديتين متضادتين تحاول كل منهما اكتشاف سبب وجود الشرطي، فتنطلق مخيلات الشباب كما الكبار في نسج تصورات عبثية، مرتبطة بقصص الخوف والخرافة، خصوصا وأن الجميع كان يخاف «البوليس» آنذاك. وسيقدم العمل السينمائي الجديد، الذي يواصل عبره هشام العسري تفجير صور ذاكرة الطفولة والصبا، صراعا بين تيه رجل الشرطة الذي يجد نفسه ضائعا في منطقة لا يعلم عنها شيئا، ومخيلة سكان المنطقة البسطاء من أهالي القريتين المتصارعتين. ويؤدي دور الشرطي، بطل فيلم «الأقزام»، الممثل عزيز حطاب، إلى جانب الممثل بنعيسى الجيراري الذي جسد دور البطولة في فيلم «جوع كلبك» الذي اختير لعرضه في مهرجان «برلين» الدولي في دورته المقبلة المقرر عقدها شهر فبراير المقبل. ويشارك أيضا في بطولة فيلم «الأقزام»، الذي يصور بمدينة الدارالبيضاء وبعض نواحيها، وتحديدا بنواحي تيط مليل، الممثل عادل أبا تراب، والممثلتان زبيدة عكيف وفيروز العامري، إلى جانب الممثل مالك أخميس، بطل الفيلم السينمائي الثالث «البحر من ورائكم»، المتوج في مهرجانات عربية ودولية، والذي ينتظر أن يخرج إلى القاعات السينمائية المغربية في نهاية أكتوبر الجاري، بعد عرض أولي سيحتضنه المعهد الفرنسي بعدد من المدن المغربية، حسب ما كشفه المخرج العسري للجريدة. هذا، وقد صور المخرج والسيناريست العسري جميع أفلامه الروائية الطويلة بمدينة الدارالبيضاء، بما فيها فيلمه السادس «الأقزام». وحول سبب هذا الاختيار، قال هشام العسري، في حديث ل« اليوم24»: «الدارالبيضاء هي مدينتي.. وأحاول عبر تصويري لكل فيلم فيها إعادة تمثيل جزء من صور طفولتي في شوارعها ودروبها.. ويبدو عبر أفلامي أني أعتمد الديكورات نفسها، لكن المهم وسط ذلك أني أحاول دائما تقديمها بصيغة ونفَس جديدين، يخرجان بها من نسق الصورة المشابهة، بأسلوب تصوير جديد في كل مرة جديدة». ويضيف العسري: «أحاول عبر أفلامي تقديم الأشياء التي نراها سلبية في صور إيجابية حالمة، ولا أرمي إلى تقديم نقط السواد بقدر ما أحاول المرور من هذا السواد إلى بياض جاذب». وعن أسلوب التصوير الذي سيعتمده المخرج هشام في عمله «الأقزام»، أورد أنه سيقدم ألوانا ذهبية، بمثابة ذكريات ذهبية، تمثل «فترة يقودنا الحنين إليها، وهي فترة الطفولة التي عاشها الجيل الذي وصل إلى الأربعينات اليوم، ومنها فترة مونديال سنة 1986».