اعتبر الإعلامي اللبناني نديم جرجوره أن استضافة مهرجان أيام بيروت السينمائية في دورتها الثامنة (12 إلى 21 مارس الحالي) للمخرج المغربي هشام العسري، هي دعوة لفرجة سينمائية جميلة ومتعبة. وأوضح الإعلامي في مقال تحت عنوان "عندما تكون الصورة في أجمل تجلياتها" نشرته صحيفة (السفير) اليوم الاثنين، أن أفلام العسري التي ستعرض بالمهرجان (النهاية، هم الكلاب، البحر من ورائكم) تأخذ مشاهديها في رحلات "داخل أنفاق ومتاهات والتباسات وغموض، كي تضعه أمام نفسه من دون مرآة، دافعة إياه إلى تحليل ذاته عبر صنيعه السينمائي الجميل". وتحدث جرجوره في مقاله عن "تفاصيل" يتقن هشام العسري التقاطها وبثها في أفلام مثيرة لمتعة المشاهد وجمالية النقاش، مستنتجا أن العسري بسرده السينمائي "يضع الصورة في أجمل تجلياتها الممكنة، ويقدم الحبكة في أبهى لقطاتها السينمائية". وقال إن الأعمال المشاركة في مهرجان أيام بيروت السينمائية "تعتبر تفعيلا للاختلاف الجذري، صورة ومعالجة واشتغالات، عن مألوف العمل السينمائي"، إذ لدى العسري "قدرة على إثارة سجال، بعد إثارته صدمة المشاهدة، كما لديه قوة الابتكار في رسم شخصية، وفي تصوير حالة، وفي سرد حكاية، فالهامش لديه أهم من المتن". وفي قراءة للأفلام الثلاث، اعتبر الإعلامي أن "النهاية" فيلم "صادم وقاس"، شخصياته "متوترة ومرتبكة"، والشارع فيه هو "سيد اللعبة". وبينما أشار إلى أن "هم الكلاب" فيه نوع من الحافز لاستكشاف واقع الحال في مدينة الدارالبيضاء، يقول جرجوره إن "البحر من ورائكم" يغوص في عوالم هامشية، عبر تسليط الضوء على تعقيدات شخصياته من خلال إيقاع تقليد موسيقي غنائي مغربي. يذكر أن المغرب يحل "ضيفا" على الدورة الثامنة لمهرجان "أيام بيروت السينمائية" التي سيستمر إلى غاية 21 مارس الجاري تحت شعار "السينما والدين". وسيعرض خلال هذا المهرجان، الذي تنظمه الجمعية الثقافية "بيروت دي سي "، بالإضافة إلى أفلام هشام العسري، الشريط الطويل "إطار الليل" للمخرجة المغربية العراقية تالا حديد، الذي فاز في فبراير الماضي بالجائزة الكبرى للمهرجان الوطني للفيلم بطنجة. وحسب بيان للمنظمين، سيكرم المهرجان، في إطار التعريف ب"وجوه سينمائية من العالم العربي"، المخرج هشام العسري لما قدمه من "أعمال مميزة " خلال مسيرته.