توفّق مرّشح فيدرالية اليسار الديمقراطي، عمر بلافريج، في الحصول على مرتبة متقدمة في مقاطعة أكدال – الرياض بالرباط والفوز بتسعة مقاعد، ما جعله يحل ثانيا بعد حزب العدالة والتنمية، الذي استحوذ على 17 مقعدا، في الوقت الذي حققت فيه الفيدرالية نتائج ضعيفة في مختلف جهات المملكة. عن أسباب نجاحه والآليات التي اتبعها، واختيار التوجه إلى المعارضة، كان ل"اليوم24″ دردشة قصيرة مع عمر بلافريج. بداية، قرار الفيدرالية بعدم التحالف مع العدالة والتنمية أثار جدلا كبيرا، وهو ما التزمت به أيضا، ألا ترون أن هناك تناقضا برفض التحالف مع البيجيدي والقبول به مع أحزاب متهمة بالفساد؟ لن أتكلم باسم الفيدرالية قطعا، لكن سبق أن وضحت أني أحترم "البيجيدي" في بيان نشرته على صفحتي في موقع "الفيسبوك"، وذكرت أني اتصلت برضى بنخلدون لأهنئه على الفوز، علما أني لم أكن لأفعل لو أن الأمر كان يتعلق بقيادي فاسد أو مرتش، كما هو حال عدد من السياسيين في المغرب. وهذا الموقف كان لزاما علينا اتباعه، لأنه في جميع ديمقراطيات العالم، لا يختلف الشأن المحلي عن الوطني في شيء، أما اختلافنا مع حزب العدالة والتنمية فهو يتعلق أساسا بالمنهج الاقتصادي الذي يتبعونه أكثر من كونه مسألة حريات فردية أو أمور أخرى. كيف تتصورون عملكم في المعارضة في الدائرة التي نجحتهم فيها؟ اخترنا كمستشارين الانضمام إلى صف المعارضة البناءة، وسنشكل تبعا لذلك فريق عمل منسجم وديناميكي يضع خدمة مصلحة المواطنين ضمن الأولويات في مقاطعة أكدال الرياض، كما سنحرص على متابعة الملفات المتعلقة بالتسيير المحلي، والوقوف في وجه القرارات المنافية لمصالح المواطنين ومبائدنا ومع ما لا يتماشى مع القانون، إلى جانب مساندة كل التدابير البناءة، وتقديم مقترحات ملموسة وإيجابية لصالح المواطنين، والترافع من أجل تحقيق الإجراءت التي تضمنها برنامجنا الانتخابي. وانتمائي إلى مدرسة عبد الرحيم بوعبيد يجعلني أسعى إلى ترسيخ الفكر الديمقراطي، واحترام المنهجية الديمقراطية، فمن المفترض أن يتمكن التكتل الذي يحظى بالمركز الأول من تولي مسؤولية تدبير وتسيير الشأن المحلي، وبما أن البيجيدي حصل على الأغلبية من خلال صناديق الاقتراع، فإنه سيسعى إلى التحالف مع الحركة الشعبية، وبالتالي لن يحتاج إلينا. تمكنتم من الفوز في دائرة وصفت بالصعبة، وهو الأمر الذي اعتبره العديد من الملاحظين مفاجئا، ما هي الآليات التي اعتمدتم عليها لتحقيق الفوز؟ (بنبرة ارتياح)، إن النجاح النسبي الذي حققناه، هو نجاح لروح التطوع والنضال لدى الأحزاب اليسارية، ورد اعتبار للعمل التطوعي في المجال السياسي الذي انخرط فيه حوالي 150 شخصا. وأعتبر أن الفضل يعود إلى اللائحة التي شكلناها وتضم مرشحين ومرشحات، مشكلة من مناضلين سياسيين وفاعلين جمعويين مشهود لهم بالنزاهة، والكفاءة والتشبع بالقيم الديمقراطية، كما استطعنا إقناع بعض للترشح بعد أن كانوا مترددين في مسألة التصويت من عدمها، وقدّمنا برنامجا محليا طموحا وقابلا للتنفيذ، كما كنا حريصين على أن يكون خطابنا السياسي مسؤولا يشرح أفكارنا وما نطمح إلى تحقيقه، وألا نخوض في بقية الأحزاب المنافسة، أي أنه كان بعيدا عن أي عنف لفظي أو مس في المرشحين المنافسين. حصلت الفيدرالية على نتائج وُصفت بالضعيفة في مجموع ربوع المملكة، كيف تفسرون التباين بين النتيجة التي حققتموها والنتائج التي حققتها فيدرالية اليسار في باقي مدن المغرب؟ النتائج التي حققها اليسار لا تعتبر ضعيفة، لأن الفيدرالية قطب جديد لم يتعرف عليه جميع المغاربة بعد، وأغلبهم كانوا يعتبرونه حزبا تم تأسيسه حديثا، لكني أعترف أننا ربما تأخرنا في الإعداد للحملة كما فعلت بقية الأحزاب، وسنسعى إلى أخذ العبرة وتجاوز الأمر في الاستحقاقات المقبلة. كيف تفسرون الاندحار الكبير الذي عرفه حزب يساري هو الاتحاد الاشتراكي في هذه الانتخابات؟ لا تعليق.