عمدت السلطات الإسبانية بمدينة مليلية المحتلة، الأربعاء الماضي، إلى الاستعانة بالمروحيات والقوارب، بالإضافة إلى سيارات الشرطة لتعقب القاصرين المغاربة المنتشرين بين شواطئ وشوارع المدينة، في انتظار الفرصة المناسبة للعبور إلى الداخل الإسباني داخل محركات السفن. وتمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني، بتعاون مع الشرطة المحلية بالمدينة، في ظرف 12 ساعة، من توقيف حوالي 87 قاصرا مغربيا تترواح أعمار أغلبهم ما بين ال12 وال18 عاما، كما أن من بينهم من تصل أعمارهم إلى ثماني سنوات، علما أنه في الأشهر الأربعة من السنة الجارية تم توقيف 643 من القاصرين الحالمين بالفردوس الأوربي، حسب ما ذكرتها صحيفة "الباييس" الجمعة الماضي. في هذا الصدد، أكد مندوب الحكومة الإسبانية بمدينة مليلية، عبد المالك البركاني، في تعليقه على مطاردة القاصرين المغاربة في شواطئ وشوارع المدينة، الأربعاء الماضي، في دورية شاركت فيها عناصر من الحرس المدني الإسباني والشرطة الوطنية والمحلية بالمدينة، أن القاصرين المغاربة يرفضون البقاء في مراكزالإيواء بالمدينة، مما يهدد سلامتهم الصحية. في المقابل، رفض المتحدث بسم المنظمة غير الحكومية "بروداين" الطريقة التي تعاملت بها السلطات الإسبانية في مطاردتها للقاصرين المغاربة قائلا: "كانت دورية حقيقية لمطاردة الأطفال، إذ وضعوا في خطر حياة القاصرين الذين كانوا يركضون في شوارع المدينة، في الصباح المبكر، خوفا وبحثا عن الاختباء في أي مكان". ونقل نفس المصدر عن الجمعية الموحدة للحرس المدني الإسباني أن عدد المراهقين الذين يتسكعون في المدينة يقدر ب400 قاصر، كما أن مركز الإيواء "لابوريسيما" يأوي حوالي 210 قاصرين رغم أن قدرته الاستيعابية لا تتجاوز 160 قاصرا.