قرر والي أمن مراكش، محمد الدخيسي، يوم الجمعة المنصرم، توقيف عنصرين تابعين للأمن العمومي بتهمة الاشتباه في تورطهما في تسلم رشوة من مهاجر مغربي للتغاضي عن ارتكابه مخالفة مرور بوسط المدينة. والي الأمن أحال الشرطيين على التحقيق الإداري، الذي أوكله إلى المصلحة الإدارية، بينما عهد بإنجاز البحث التمهيدي للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، قبل أن يتقرر وضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، في انتظار إحالتهما على النيابة العامة بابتدائية مراكش. واستنادا إلى مصادر مطلعة، فإن المهاجر المغربي ارتكب مخالفة سير على مستوى أحد شوارع حي جليز، استدعت توقيفه من طرف رجلي الأمن المذكورين، غير أنهما سرعان ما أخليا سبيله ولم يحررا أي محضر للمخالفة. وبعد حوالي ساعة من الزمن، ارتكب المهاجر نفسه مخالفة سير ثانية غير بعيد عن الموقع الأول، وحاول إرشاء شرطي مرور عبر تسليمه ورقة نقدية من فئة 100 درهم، إلا أن رجل الأمن رفض الرشوة، بل حاول تطبيق القانون ضد المهاجر لارتكابه المخالفة المرورية وجنحة محاولة الإرشاء، و هو ما جعل السائق يلوذ بالفرار، قبل أن يجري إيقافه من طرف مصالح الأمن دقائق قليلة بعد ذلك. المهاجر الموقوف فجر مفاجأة من عيار ثقيل أمام المحققين في مقر الدائرة الأمنية الأولى بحي كليز. فقد صرح أنه سبق له أن سلم رشوة بالعملة الأوربية «الأورو» لرجلي الأمن من أجل التغاضي عن ارتكابه للمخالفة الأولى، قبل أن يقرر المسؤولون الأمنيون بالدائرة نفسها الانتقال إلى الموقع، حيث أخضعوا العنصرين الأمنيين للتفتيش، وعثروا لديهما على الورقة النقدية الأوربية ليجري إيقافهما والتحقيق معهما بمقر ولاية الأمن.