بعد أقل من شهر على افتتاح وحدة الإنتاج الثانية بمصنع «رونو»، ثاني أكبر مشروع ضخم بعد الميناء المتوسطي بالشمال، قرر عمال المصنع ارتداء الشارات الحمراء اليوم الأربعاء، كخطوة احتجاجية تلفت نظر المسؤولين عن حالة التوتر والقلق التي يعيشها العمال داخل هذا المصن عمال مصنع «رونو» الذين لا يتجاوز راتب معظمهم 3000 درهم شهريا، دخلوا عبر ممثليهم النقابيين، في مفاوضات منذ أبريل الماضي مع الشركة، ووضعوا ملفا مطلبيا يتضمن نقطتين بارزتين، أولهما الزيادة في الأجر، وثانيهما الالتزام بالوعد الذي قدمته الشركة أثناء توقيع عقود العمل بمنح عمالها الشهر الثالث عشر، الأمر الذي لم يتحقق إلى حد الآن. «هناك عمال قدموا من مناطق بعيدة ويعيشون في منازل الكراء بالإضافة إلى مصاريف أخرى، والراتب الشهري غير كاف لسد هذه الحاجيات»، يقول أحد عمال المصنع الضخم، قبل أن يضيف آخر:» نحن ندرك أهمية المشروع بالنسبة للمغرب، لذلك لم نقرر التصعيد من الوهلة الأولى وسنكتفي بحمل الشارات الحمراء من أجل لفت انتباه المسؤولين». من جهته، أفاد مسؤول نقابي أن الوضع داخل المصنع «متوتر ومحتقن»، وأن العمال منذ أبريل وهم يتفاوضون، لكن الشركة لم تصل معه لحل يذكر فاضطروا إلى التعبير عبر هذا الشكل الاحتجاجي، إلى حين الاستجابة لمطالبهم. وأضاف المسؤول ذاته أن عملية الإنتاج داخل المصنع مرتفعة وأن المردودية الجدية للعمال تعترف بها الشركة، لكن هذه الأخيرة لم تستجب لمطالبهم لحد الساعة. إدارة الشركة، عبر مدير مواردها البشرية، صلاح الدين صادق، اكتفت بالقول في تصريح ل» اليوم24» إن هناك «مفاوضات مع العمال»، نافيا أن يكونوا قرروا التوقف عن العمل. بيد أن مصدر من داخل الشركة أكد أن الشركة بعثت بمذكرة جوابية على مطالب العمال لممثليهم، واعتبرت فيها أن عملية الزيادة في الأجور لم تبرمجها في ميزانيتها السنوية، لكن بالمقابل تركت الباب مفتوحا أمام العمال لمناقشة هذا الأمر والعمل على كيفية الاستجابة له مستقبلا. ويأتي هذا التوتر الذي يشهده حاليا مصنع «رونو»، في الوقت الذي توقعت فيه الشركة الفرنسية أن يرتفع إنتاج الخط الثاني للسيارات إلى 200 ألف سيارة في غضون سنة 2014، بينما كان إنتاج الخط الأول منذ افتتاح المصنع الأول في 2012، يصل فقط إلى 100 ألف سيارة منخفضة التكلفة. وكان بيان لمجموعة «رونو» أقد أكد أن سلاسل إنتاج المصنع الأول والثاني ستخرج ما يقارب 340 ألف سيارة سنويا، ليصبح بذلك أكبر مصنع للسيارات في إفريقيا، وهو طموح صناعي، تقول الشركة، يتسم بأهمية بالغة، للإنتاجية وتطوير قطاع السيارات بالنسبة المغرب.