وقال أكرم، في الحوار التالي مع « اليوم24»، إنه ابتعد عن التسيير الكروي بصفة نهائية، وفضل البقاء في صفوف المحبين، وأن اتهامات سعيد الناصيري ضده من وحي خياله، مبرزا أن التقرير المالي للموسم الماضي سليم، ولا تشوبه شائبة. ما ردك على اتهام سعيد الناصيري لك بالتشويش على الوداد أخيرا؟ هذا اتهامه لي؟ فليقل ما يريد، لقد قررت مغادرة التسيير الرياضي بصفة نهائية، والمكتب السابق رحل إلى حال سبيله، هناك من استقر خارج الوطن، هناك من راح يهتم بأموره الشخصية.. لقد قررت أن أبقى محبا للوداد الرياضي فقط، وهذا الحب لن ينزعه مني الناصيري أو غيره. أنتظر أن يفوز الفريق لكي أفرح كما يفرح كل الوداديين، أما المشاكل، فقد ابتعدت عنها بصفة نهائية؟ اتهمكم بارتكاب اختلالات مالية، وقرر اخضاع فثرة ما بين 30 ماي و30 يونيو لافتحاص مالي.. ما ردك على هذه الاتهامات؟ لماذا قرر افتحاص شهر فقط، فليفحص التقارير المالية للسنوات السبع التي قضيتها في الوداد، وليس شهرا واحدا فقط. قال إن الفترة ما بين 30 ماي و30 يونيو كانت خلالها معاملات مالية وبنكية لم تكن مدرجة في التقرير المالي؟ إذا كنا لم ندرج في التقرير المالي فترة شهر من سنة، فجامعة الكرة السابقة، لم تدرج، خلال الجمع العام الانتخابي الأخير، في تقريرها المالي، فترة سنة كاملة من أربع سنوات. لم يتم ادراج مدة شهر، لأن خبير الحسابات الذي هيأ التقرير، كان مطالبا بتجهيزه من أجل عرضه أمام المنخرطين، ولأن التقرير تطلب مدة طويلة من أجل الانتهاء منه. أنا مستعد للمحاسبة إذا كنت قد وقعت شيكا لأحد أعضاء المكتب المسير، أو منحته مبلغا ماليا من خزينة الفريق دون سبب، أو وقعت شيكا لشخصي. لقد تم توقيع شيكات أجور شهرية للاعبين والعاملين في مركب بن جلون، غير ذلك لا يوجد شيء البتة مثير. لكن ما سبب اتهامه لك بالتشويش على الوداد والوقوف وراء اختلالات مالية؟ ربما يتخيل أني أقف وراء أخبار تنشر في وسائل الإعلام ليست في صالحه، أو كذب عليه أحد ما وقال له إني أشوش على الفريق، إن كان له دليل وحيد أني من أشوش على الفريق، فليقدمه لي، فليقل ما يشاء، يبدو أنه بات يتخيل أشياء غريبة في محيطه، شخصيا لا أدري كيف استنتج أني أشوش عليه. إذا كان يعتبر بعض الأخبار التي تنشر في وسائل الإعلام، تشويشا على الفريق، فماذا أقول أنا عن ما تعرضت له طيلة سبع سنوات، هل أسميه بالإرهاب؟ أقول للناصيري عليك أن تتأقلم مع ظروف تسيير فريق من حجم الوداد الرياضي، لأن الطريق أمامك لن تكون معبدة ومفروشة بالورود. هل تقدمت إلى الانخراط في الفريق؟ سأجدد انخراطي، وأحضر الجمع العام، وأصوت على التقريرين الأدي والمالي، لا مشكل لي في هذا الأمر، لأني قررت البقاء في صفوف المحبين، وابتعدت عن التسيير الرياضي بصفة نهائية. تراجعت إلى الوراء بعدما ضحيت بمالي وصحتي وراحتي في سبيل الوداد، الآن أريد أن أهتم بأموري المهنية الشخصية، لكني أبقى دائما ودادي. يقول إني أشوش عليه، كيف أشوش عليه وهو بطل الموسم الماضي في الدوري المغربي؟ نحن نصفق له لأنه حقق البطولة في أول موسم له، ونقول له «برافو عليك»، وننتظر من الفريق التألق، الموسم المقبل، في كل المنافسات.. لكن لا نشوش عليه. هناك من ردد أخيرا بأن الناصيري منعك من الانخراط؟ يمنعني؟ لا يجود من يمنعني من أداء الانخراط حسب ما ينص عليه قانون الجمعيات الرياضية والتربية البدنية، لماذا يمنعني؟ أنا بعيد عن التسيير، هل يخشى مني العودة لمنافسته على الرئاسة، فليطئمن قلبه، وليطمئن كل من بجانبه، لقد عاهدت نفسي وعائلتي أن لا أعود إلى الفريق، وأن أبقى في صفوف المحبين، وحبي لوداد لن ينزعه مني. لماذا لا تواجهه مباشرة وتدافع عن نفسك كما هاجمك هو مباشرة في لقاء إعلامي؟ أنا أواجهه من هذا المنبر، لكن من ماذا أدافع عن نفسي؟ من اتهامات باطلة لا أساس لها من الصحة، لقد قضيت سبع سنوات في الوداد، وتعودت أن يهاجمني كثيرون دون سبب، والآن تراجعت إلى الوراء، وليقل أي شخص ما يريد، فأنا بعيد عن التسيير، وبعيد عن المكتب والوداد. هل كان لك اتصال مباشر بالناصيري منذ صعوده إلى الرئاسة؟ صحيح، التقينا مرارا، وتناولنا العشاء معا، وناقشنا أمورا مهنية، لكن ادعاءاته الأخيرة ضدي غير مهنية وغير مقبولة، وأطرح عليها أكثر من علامة استفهام؟ بعد مغادرتك الوداد، كانت لا تزال لك مستحقات مالية في الفريق، هل استخلصتها؟ ماتزال لي مستحقات مالية لم أتوصل بها، لم أرد المطالبة بها، الموسم الفائت، لأن الفريق كان ينافس على اللقب، وكي أتجنب اتهامات البعض بأني أشوش على سير الوداد، وأيضا لأن خزينة الأخير كانت فارغة، أما الآن وقد باع الفريق لاعبين بمبالغ مالية كبيرة، وتوصل بمنح من طرف مستشهريه، وبات له فائض مالي، فمن حقي المطالبة بمستحقاتي. أتوفر على كل الفواتير التي تؤكد أني مازلت مدينا للوداد الرياضي بمبالغ مالية، وسأطالب بها بكل مهنية، دون تشويش أو إثارة للجدل. ضحيت كثيرا من أجل الفريق، واليوم، بعدما ابتعدت عن التسيير، أنتظر فقط استعادة أموالي التي صرفتها على النادي حين كنا نعاني أزمات مالية. كم قيمة مستحقاتك العالقة لدى الوداد؟ غادرت الوداد وأنا مدين للفريق ب12 مليون درهم، توصلت ب6 ملايين عبر دفعات، وباقي 6، عبارة شيكات وفواتير أنتظر التوصل بها. ألا ترى أن تتويج الفريق، في الموسم الفائت، بلقب الدوري، دمر كل ما قمتم به طيلة سبع سنوات؟ لا أحد ولا شيء يمكنه أن يدمر ما بينته في الوداد، وتتويج الأخير، الموسم الفائت، بلقب الدوري، يعود للعمل الذي قمنا به طيلة سنوات. الناصيري، حاليا، يحصد ما تعبنا في زرعه بشقاء، ففي السنوات الأخيرة عملنا على استراتيجية إعادة هيكلة الوداد، على مستوى الإدارة التقنية، من خلال تجهيز فريق شاب قادر على المنافسة على لقب الدوري، والموسم الماضي أعطى ثمار عملنا السابق، إذن الناصيري يجني فقط ما زرعناه، وهنيئا له. بعبارة أخرى، لقد زرعنا مجموعة من الأشجار، واستمررنا في سقيها، بانتظام، وحين كبرت هذه الأشجار، واشتد عودها، تركناها لغيرنا لجني ثمارها، والدليل أن 95 في المائة من اللاعبين الذين اعتمد عليهم الفريق في الموسم الماضي، نحن من منحناهم الفرصة في السابق. يبدو أن علاقتك متوترة إلى حد كبير مع الناصيري؟ أبدا، إذا كانت علاقته هو بي متوترة فذلك شأنه، أما أنا فعلاقاتي مع الجميع ممتازة والحمد لله. هناك من يرى أنك لم تستسغ صعوده إلى الرئاسة ليحل مكانك؟ لقد أديت عملي في الوداد بكل مهنية، وضحينا بالكثير، وحين حان موعد رحيلنا، فتحنا الباب أمام الجميع، فقرر هو الصعود، فهيئنا له، وتنمنا له التوفيق في حصد ما عانينا في زرعه. ما هي الرسالة التي توجهها له؟ أقول الله «سير خدم على راسك»، وليوفقك الله، ونحن لن نشوش عليك ولن ننافسك على ما تضن أننا سننافسك عليه، أتمنى لك التوفيق والنجاح، وكن متيقنا أننا لن نقف في طريق عملك، ولن نلجأ إلى صف المعارضة ضدك، سنبقى محبين لنادي الوداد من بعيد، وأتمنى أن يحقق الفريق، الموسم المقبل، اللقب التاسع عشر، ويفوز بدوري أبطال إفريقيا، وكأس العرش، وأن يكون مثالا لباقي الفرق، لأن نجاح النادي، في الظرفية الراهنة، يؤكد، بجلاء، أن المكتب السابق كان يسير في الطريق الصحيح، وأن ما ناضلنا من أجل انجازه، لم يكن عبثيا، بل كان عملا مهنيا مدروسا. لكن في فثرة رئاستكم ارتكبتم أخطاء؟ طبيعي، الانسان غير معصوم من الخطأ، وحده من لا يتقبل الخطأ، لا ينجح، كل انسان في حياته يرتكب أخطاء مهنية، لكن لما تستفيد من أخطائك، وتصلحها بما هو أحسن، فحينذاك تكون ناجحا، الفاشل هو من لا يصلح أخطاؤه ويعلقها على الآخرين. ألا ترى نفسك غير محظوظ، بحكم أنك جلبت لاعبين وخضت مجموعة من النهايات وفزت بلقب وحيد؟ فريق الوداد الرياضي في عمره 78 سنة، هل حقق الفريق 78 بطولة مغربية؟ هل فاز ب78 لقب كأس افريقيا؟ هل طيلة هذه السنوات ال78، كان الفريق يتوج سنويا بألقاب؟ خلال فترة رئاستنا حققنا مجموعة من الأهداف، بلغنا، أولا، نهائي دوري إفريقيا بعد 20 سنة لم يصل فيها الفريق للنهاية، لعبنا نهايتين لكأس العرب، فزنا بلقب الدوري الوطني، كنا نطمح إلى الأحسن، وفقنا في أشياء ولم نوفق في أخرى، وفي مجموعة من المنافسات، خانتنا سرعة الأمتار الأخيرة. لمادا ودعت التسيير الرياضي بصفة نهائية؟ (الله يجعل البركة)، قضيت سبع سنوات في الوداد، وتركت ورائي فريقا جاهزا، والدليل فوزه الموسم المنقضي بلقب الدوري، وفتحت المجال لغيري، من أجل أفكار ومشاريع جديدة، ولن أعود مجددا إلى التسيير، فليطمئن الناصيري، لن أنافسه على الرئاسة في المستقبل. عبد الإله أكرم، الرئيس السابق للوداد الرياضي، الأكثر إثارة للجدل في تاريخ الفريق.. حين صعد إلى الرئاسة، سنة 2007، خلفا لسلفه الطيب الفشتالي، لقبه أنصار القلعة الحمراء ب»أكراموفيتش»، تيمنا بأبراموفيتش، الملياردير الروسي، مالك تشيلسي الإنجليزي. شغل أكرم، خريج أحد المعاهد الفرنسية المتخصصة في مجال الحسابات، منصب نائب علي الفاسي الفهري، رئس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم السابق منذ عام 2009 إلى 2014، وترأس الوداد الرياضي للعبة منذ عام 2007، إلى أن ترك منصبه لخليفته سعيد الناصيري في الثلاثين من يوليوز 2014، كما شغل منصب ممثل جامعة الكرة في الاتحاد الدولي «فيفا». يعاب على أكرم بأنه تسبب في مقاطعة جمهور الوداد للفريق، لأزيد من موسم ونصف، بعدما رفض تقديم استقالته، وأنه زج بالعشرات من المحبين الوداديين في السجن، واتهم آخرين بأنهم «طالبين معاشهم»، و»شمكارة»، حسب حوار سابق له مع «أخبار اليوم»، قال فيه: «الدين يحتجون ضدي يعملون لجهات تسعى لتدمير الوداد، ليس جمهور الوداد من يحتج علي، جمهور الوداد أكبر بكثير من الاحتجاج، يقدر بالملايين، الذين يحتجون علي شرذمة قليلة، تعد على رؤوس الأصابع، تحرك معها بعض الأطفال القاصرين، خدمة لجهات معينة.. هؤلاء الذين يحتجون ضدي ليسوا وداديين، هؤلاء فقط «مريقية» ومرتقزة، يتقاضون أجورا من جهات معروفة مقابل زعزعة استقرار الوداد، ومن أجل دفعي إلى التنحي عن منصبي حتى يخلو لهم الجو ليعيثوا فسادا في القلعة الحمراء، أنا مستعد أن أخرج للاحتجاج معهم ضد نفسي، إذا كانوا على حق صراحة، لكنهم جماعة من المتربصين بالوداد، أقول لهم إني لهم بالمرصاد». يرى كثيرون أن أكرم، خانه الحظ مع الوداد الرياضي، إذ أنه قام بصفقات مع لاعبين، بمبالغ مالية كبيرة، لهذا لقب ب»أكراموفيتش»، وكان وراء وصول الفريق إلى نهايتين لكأس العرب، (2008 و2009)، إضافة إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا سنة 2011، مع فوزه بلقب الدوري الوطني موسم 2010/2011. أكرم، من مواليد 13 دجنبر 1957 في قلعة السراغنة، عرف بخرجاته الإعلامية المثيرة، واتهامه للمعارضة بسعيه لتدميره، وعيب عليه تسييره الانفرادي، بحيث أنه، حسب أنصار الفريق، لم يكن يستمع لمطالبهم، وصد كل من حاول ثنيه عن تنفيذ أفكاره. كان على خلاف محتدم مع نائبه سعيد الناصيري، والموالين للأخير، لسنوات، فقد كان يحرص على أن لا يتدخلوا في قراراته، بل إنه جابههم، ووقف ندا للند أمامهم، وانتقدهم في وسائل الإعلام، حتى قرر التنحي، طواعية، في الموسم الماضي. مهنته خبير محاسبات، ويعمل أيضا مسؤولا في شكرة «فيدكو» الخاصة بالافتحاص والمحاسبة الضريبية، ومستشارا قانونيا للعديد من المؤسسات، يملك شكرة «بلان سيال»، المتخصصة في تنظيم الأسفار والرحلات السياحية.