لم يكن عيسى المالكي، الأستاذ في مادة الرياضيات يعلم أن تأطيره لرحلة لمجموعة من التلاميذ من مدينة تطوان إلى مدينة الدارالبيضاء يمكن أن تنتهي بإصابته بشلل نصفي ومشاكل في النطق. وتعود أطوار القصة إلى شهر أبريل الماضي، إذ يؤكد المالكي أنه تم رشق التلاميذ والأساتذة المرافقين لهم بقارورة زجاجية من شرفة إحدى الشقق في عمارة بمدينة الدارالبيضاء، فأصابته ونقل على إثر ذلك إلى المستشفى في حالة غيبوبة. ومنذ ذاك الحين وعيسى يعاني عاهة مستديمة "شلل نصفي"، إذ لا يستطيع تحريك بعض أطرافه، ولا يتحدث إلا بصعوبة بالغة، كما أن أسرته، ذات الدخل المحدود، تعاني صعوبة جراء كثرة التنقلات بين تطوان والبيضاء والرباط لمتابعة الملف مع الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي، بالإضافة إلى حصص الترويض التي لايزال عيسى يتابعها في أحد المراكز الطبية، وكل هذه المصاريف على علاجه فاقت إلى حدود الساعة مبلغ 20 مليون سنتيم. وتجري، اليوم الثلاثاء، في الدارالبيضاء جلسة محاكمة السيدة المتهمة بإلقاء القنينة على الأستاذ، والتي تتابع في حالة اعتقال منذ الحادثة، في حين أكد مصدر من أسرة الضحية أن قاضي التحقيق "لم يستمع الى عيسى المالكي"، معبرا في الوقت نفسه عن استغرابه من "الاسراع في الاجراءات وإحالة الملف على المحاكمة دون الاستماع إلى الضحية أو انتظار التقرير النهائي للطبيب المعالج".