انتقل وزير الخارجية والتعاون، صلاح الدين مزوار، يوم الخميس الماضي بشكل مفاجئ إلى العاصمة التشيكية براغ، إحدى دول شرق أوربا التي لا ترتبط مع المغرب بعلاقات قوية. مزوار التقى نظيره التشيكي لوبومير زواراليك، كما استقبل من طرف الرئيس التشيكي ميلوس زيمان. عدد من قصاصات وكالة المغرب العربي للأنباء، أوردت تصريحات المسؤولين التشيكيين المؤيدة للموقف المغربي في ملف الصحراء والمشيدة بوضعية الاستقرار و"التسامح" التي تسود في المملكة. لكن السبب الذي كان وراء هذا الانتقال المفاجئ لمزوار إلى هذا البلد المنحدر من كتلة الدول الشيوعية السابقة التي كان يقودها الاتحاد السوفياتي، تكشفه قصاصة لوكالة الانباء التشيكية، والتي أوردت الحوار الذي دار بين مزوار ونظيره التشيكي، حول فكرة إقامة مخيّمات لاستقبال المهاجرين السريين الذين يعبرون البحر المتوسط نحو أوربا، في كل من المغرب وتونس. الوكالة التشيكية عنونت قصاصتها ب"وزير الخارجية المغربي في براغ لمعارضة فكرة مركز اللاجئين الأفارقة"، ونقلت الوكالة عن مزوار قوله إن هذا أسوأ ما يمكن لأوربا أن تفعله في هذا الموضوع، في ردّ مباشر على المشروع الذي تقود التشيك عملية الدفاع عنه داخل أجهزة الاتحاد الأوربي، من خلال رئاستها الدورية لمجموعة دول "فيزكراد" "Visegrad"، والتي تضم كلا من التشيك وبولونيا وهنغاريا وسلوفاكيا. الوزير الأول التشيكي بهوسلاف سوبوطكا، انتقل بداية يوليوز الحالي إلى عاصمة الاتحاد الاوربي، بروكسيل، للدفاع عن فكرة إلزام دول شمال إفريقيا، وتحديدا المغرب وتونس، بإقامة مراكز لإيواء المهاجرين الأفارقة كبديل عن فكرة توزيع المهاجرين الذين يصلون إلى السواحل الأوربية بين دول الاتحاد الأوربي التي اقترحتها ايطاليا. مزوار الذي كان في ضيافة نظيره التشيكي، لوبومير زواراليك، أحد أكبر المدافعين عن فكرة مراكز ايواء المهاجرين في كل من المغرب وتونس، قال إن الأمر يعني خلق مراكز لجوء لتحتضن أكثر الأحداث درامية ممكنة، بناء على ما كشفته تجارب سابقة من هذا القبيل. وأوضح مزوار أن المغرب يمكن أن يتحوّل من بلد عبور نحو أوربا إلى بلد استقبال لهجرة مكثفة مهما بدل من جهود للحد من الهجرة السرية. وشدّد مزوار في المقابل، أن أفضل وسيلة لمواجهة تدفّق الهجرة هي مساعدة أوربا للنساء والسكان الأفارقة، وإعطائهم الأمل في عدم الاضطرار إلى المغادرة في اتجاه اوربا. مزوا تحدّث وفي الخلفية تصريحات مثيرة لوزير الخارجية التشيكي، أدلى بها مستهل شهر يوليوز الحالي، وقال فيها إنه وبدلا من السعي إلى توزيع المهاجرين الأفارقة الذين يعبرون البحر المتوسط على مراكز إيواء في كل الدول الأوربية، ينبغي إحداث مخيمات داخل إفريقيا. وبعد وقوفه على صعوبة إنجاز هذه الفكرة داخل الأراضي الليبية، المصدر الأول لموجات الهجرة السرية في الفترة الأخيرة، قال إن دولا إفريقية أخرى لا تولي الاهتمام اللازم لهذا الموضوع، داعيا إلى تكليف كل من تونس والمغرب بمهمة إقامة هذه المراكز وايواء المهاجرين الذين يصلون إلى أوربا بشكل غير قانوني.