أثناء افتتاح المزاد العلني لبيع أسهم «أسواق السلام» المملوكة للملياردير ميلود الشعبي، يوم 23 يونيو المنصرم، تقدم شخصان فقط، لشراء 30 ألف سهم من ضمن 3,5 مليون سهم المعروضة في المزاد العلني بسعر 63 درهما للسهم الواحد، لكن رئيس المحكمة التجارية بالدار البيضاء رفض عملية البيع بسبب عدم كفاية العرض المقدم. لكن بلاغ لمجموعة الشعبي أماط اللثام عن بعض التفاصيل التي مر فيها المزاد العلني الأخير، حيث تساءل المصدر السالف الذكر، عن علاقة الشخصين اللذين عبرا عن رغبتهما في شراء أسهم «أسواق السلام» قبل أسبوعين، وأبرز البلاغ اسم شخص يشتغل في أحد الفنادق المملوكة لإحدى المحاميات اللواتي يترافعن مع الشركة الفرنسية «فيف إف سي بي» ضد مجموعة الشعبي، وأضاف البلاغ أن هذا الشخص ومنذ 1992 وإلى غاية 2007، اشتغل بمكتب المحاماة التابع للمحامية، ثم بشركات أخرى مملوكة لها، مثل «باتريموان السلامة» و»ميركادي برومو» و»برج إسكان» لينتهي به المطاف مستخدما بالفندق السالف الذكر، واختتم بلاغ مجموعة الشعبي بالتساؤل: هل يملك ذلك الشخص الوسائل المالية من أجل الدخول في مزاد علني بالرغم من أنه مجرد مستخدم براتب متوسط؟ وهل يمكن لمستخدم يشتغل لدى محامية تترافع في القضية نفسها، المشاركة في مزاد علني، وتضليل المحكمة والمشترين؟ يضيف البلاغ نفسها. يذكر أن «يينا هولدينغ» رفضت واستنكرت الدعوى المرفوعة ضدها من طرف الشركة الفرنسية «فيف إف سي بي» على اعتبار أنها ليست معنية بالعقد، وبالتالي لم تكن طرفا ولم توقع قط، على هذا العقد المبرم بين كل من شركة يينا إسمنت وشركة Fives FCB في يوليوز 2008، حيث صرح فوزي الشعبي في حواره الأخير مع « اليوم24»، أن «يينا هولديغ» سبق لها أن رفضت صراحة كفالة شركة يينا إسمنت، لكونها غير مرتبطة بشرط التحكيم الذي صدر خلال شهر شتنبر 2011 من طرف محكمة التحكيم الدولية، وهو المقرر التحكيمي الذي كان لفائدة Fives FCB ، ويقضي على كل من شركة يينا إسمنت وشركة يينا هولدينغ بأدائهما تضامنيا تعويضا يفوق 19.487.200 أورو وفوائد بنسبة 5% ابتداء من تاريخ 31 يوليوز 2009 إلى غاية الأداء الكلي. وأضاف المصدر نفسه، أنه خلال مسطرة التذييل بالصيغة التنفيذية بالمغرب أصدرت المحكمة التجارية بالدار البيضاء أمرا «منطقيا» قضى بمنح الصيغة التنفيذية في مواجهة شركة يينا إسمنت دون شركة يينا هولدينغ. وفي منتصف يناير 2015 قضت محكمة الاستئناف التجارية بالدار البيضاء بإلغاء الحكم الابتدائي وتمديد الصيغة التنفيذية في مواجهة شركة يينا هولدينغ. مباشرة بعد ذلك، قامت شركة Fives FCB بفتح مسطرة أخرى لبيع الأسهم المملوكة لشركة يينا هولدينغ في شركة أسواق السلام. وأشار المصدر إلى أن كل من شركة سنيب وشركة أسواق السلام لا تربطهما أية علاقة مع شركة يينا إسمنت ولم يسبق لهما أن ضمنا أو كفلا هذه الأخيرة. وأوضح فوزي الشعبي، أن كل من شركة يينا هولدينغ وشركة يينا إسمنت قد تقدمتا، خلال شهر فبراير 2015، بمسطرة الطعن بالنقض في مواجهة القرار الصادر عن محكمة الاستئناف التجارية بالدار البيضاء، والقاضي بتمديد الصيغة التنفيذية في مواجهة شركة يينا هولدينغ. وقال إن النزاع معروض حاليا على محكمة النقض التي لها كامل الصلاحية بالنظر في مدى قانونية شرط التحكيم إلى شركة يينا هولدينغ التي لم يسبق لها أن وقعت العقد المتضمن لشرط التحكيم.