من جديد، وكما جرت العادة عند كل أزمة داخلية تتخبط فيها الجارة الجزائر، خرجت عدة صحف ومواقع جزائرية لتردد الأسطوانة التي دأبت على ترديدها في كل مرة، حيث مباشرة بعد إنهاء نشطاء أمازيغ ينتمون الى حركة "توادا نمازيغن" لوقفة تضامنية أمام البرلمان، مساء أول أمس السبت، مع أمازيغ لمزاب بالجزائر حتى خرج الإعلام الجزائري ليتهم "المخزن" بتحريك هذه الإحتجاجات. بعض الصحف الجزائرية لم تتوقف عند الاعتقاد بأن المخزن هو الذي يحرك احتجاجات أمازيغ المغرب ضد الجزائر، بل تجاوزت ذلك إلى حد إتهامه بالوقوف المباشر وراء هذه الاحتجاجات في الجزائر، حيث كتبت صحيفة "البلاد" على موقعها على الانترنت أن "المخزن المغربي" أطر الوقفة التي اعتبرتها "تدخلا فاضحا في الشأن الجزائري". "البلاد"لم تستبعد ان يواصل المغرب تحريك الناشطين الذين يتحدثون باسم القضية الأمازيغية ودغدغة مشاعرهم القوية لتأليبهم ضد الجزائر، أما صحيفة "الحياة" فاكتفت بوصف النشطاء الامازيغ المغاربة المنظمين للوقفة ب"النشطاء المغاربة المقربون من النظام المغربي". في مقابل ذلك، رد مجموعة من النشطاء الأمازيغ الذين شاركوا في الاحتجاجات المتضامنة مع أمازيغ لمزاب على إتهامات الإعلام الجزائري، حيث كتب في هذا السياق وكيم زياني أحد النشطاء البارزين في "تودا نيمازيغن" بأن ما "يجب أن يعلمه مهندسو سياسة العسكر الديكتاتوري في الجزائر أن تضامننا مع أمازيغ غرداية في مزاب هو تضامن مع الأمازيغية في شموليتها، إنسانا وأرضا ولغة awal-akal-afgann التي تجمعنا والشعب الأمازيغي في كل ربوع شمال إفريقيا". هذا وكانت حركة "توادا نيمازيغن" قد أصدرت بيانا شديد اللهجة ضد النظام الجزائري، حيث حملته مسؤولية ما جرى، و نددت في البيان نفسه بما أسمته "الإعتداءات العنصرية" التي يتعرض لها الشعب الأمازيغي في غرداية بمباركة النظام العسكري الديكتاتوري الجزائري، وأستنكرت ما أسمته ب"القتل والقمع المسلط على الشعب الأمازيغي بغرداية"، و التعتيم الإعلامي المطبق وصمت المنتظم الدولي على المجازر التي ترتكب في حق ابناء غرداية.