خلق الشاب المغربي عبد المجيد الفرجي الحدث في إيطاليا، بعد بثه "فيديو" مصور على قناته الرسمية بموقع "اليوتوب"، يوجه فيه دعوة إفطار إلى البابا فرنسيس، الذي يزور لأول مرة مدينة تورينو. ابن مدينة الرباط، البالغ من العمر 36 سنة، يكشف في هذا الحوار مع "اليوم24" تفاصيل دعوة البابا للمرة الثانية على التوالي خلال السنة نفسها، وتعرضه لحادث في الفاتكان عندما كان رفقة أخيه في زيارة سياحية. الفرجي حاصل على دبلوم الدراسات الجامعية في الجغرافيا والتاريخ عام 2000، ودبلوم الدولة في التربية من طرف وزارة الشبيبة والرياضة، وإجازة في التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط عام 2002، كما حصل في نونبر 2015 على الإجازة في علوم الاتصال (تخصص سمعي بصري، السينما/ الفيلم الوثائقي) من جامعة تورينو، كما أنه إعلامي ومخرج أفلام وثائقية، وعدد من الدبلومات الأخرى، إلى جانب نشاطه في المجال الجمعوي. كيف جاءتك فكرة توجيه دعوة الإفطار إلى البابا فرنسيس؟ في البداية لابد من الإشارة إلى أن البابا يقوم الآن بزيارة لمدينة تورينو، والتي انطلقت، أمس الأحد، وتستمر إلى اليوم الاثنين. وفي هذا الإطار جاءت فكرة توجيه دعوة الإفطار بشكل عفوي إلى البابا، بعد رسالة كنت قد وجهتها إليه في الحادي والعشرين من مارس الماضي، والتي تأتي في إطار مسار من الأحداث المتعاقبة التي يعيشها العالم، وسوء الفهم تجاه الإسلام، والصورة النمطية التي يكونها بعض الغربيين تجاه المسلمين، وإلصاق تهمة الإرهاب بهم، وهو الأمر الذي كنت تعرضت له للأسف رفقة أخي خلال العام الماضي أثناء زيارة سياحية إلى الفاتكان، حيث كان الحادث سببا في توجيه الرسالة السالفة الذكر إلى البابا في اليوم العالمي ضد العنصرية، في سياق العرض الفني (بساحة قصر مدينة تورينو) لشريطي الوثائقي التسجيلي "أنا وأخي"، الراصد للعنصرية المفتشية بقوة هذه الأيام في الغرب.
ولماذا البابا دون غيره من الشخصيات العالمية؟ وجهت الدعوة إلى البابا، كما قلت سالفا، في سياق زيارته إلى مدينة تورينو التي أقيم فيها، والأحداث التي عرضتها سابقا، ولأن هذه الشخصية لها تأثير كبير في المجتمع الإيطالي، ويمكنها أن تؤثر في الرأي العام المسيحي، وغيره، للحديث بصورة أحسن عن المسلمين، حين التعرف عليهم والتواصل معهم، وتقريب وجهات النظر مع إخوانهم المسيحيين، على مستوى البعد الإنساني والكوني المشترك بيننا.
ما هي الرسالة التي تريد إيصالها إلى العالم من خلال هذه الدعوة؟ الرسالة بسيطة جدا، هي التعرف على الآخر ومعرفة هويته وثقافته، مصداقا لقوله تعالى "إِنَّا خَلَقْنَاكُم ْمِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُم ْشُعُوبًا وَقَبَائِل َلِتَعَارَفُوا".
في حال استجاب البابا لدعوتك.. أين سيكون الإفطار؟ الدعوة لها طابع رمزي، أكثر من أي شيء آخر، ومن المحتمل أن تترجم أيضا على أرض الواقع، فكل شيء ممكن، لكن لابد من الإشارة إلى أن البابا له برنامج زيارة مسبق بتورينو. مع العلم أن بعض الإيطاليين والمسؤولين من بلدية المدينة شجعوني على الفكرة، وحبذوا لو كنت قد هيأت لها من قبل، على اعتبار أن زيارة البابا مبرمجة، أما مكان الإفطار فهو منزلي كما أشرت في الفيديو بالإيطالية.
وما هي الأطباق التي ستحرص على اعدادها؟ هذا سؤال فني، لكن لا بأس من القول إن المغاربة معروفون لدى الإيطاليين وغيرهم بالكرم، وحسن الضيافة… ثم سيكون لي شرف تمثيل انتمائي الديني في حسن الوفادة لضيف مسيحي كبير من حجم البابا… وهكذا فإني سأحرص على تنويع الأطباق بالتمر، الحليب، المسمن، الشاي بالنعناع، الحريرة، الشباكية، بسطيلة..
وأخيرا.. كيف تمر أجواء رمضان في كل ايطاليا؟ رمضان في إيطاليا يمر في أجواء ربانية ولله الحمد، على الأقل من وجهة نظري الشخصية، حيث أقضي شهر رمضان للمرة السادسة بشكل متوال في إيطاليا، بل إن أجمل الأجواء الربانية لشهر رمضان المبارك خلال مسار حياتي قضيتها هنا في مدينة تورينو… على العموم، تسود أخوة ومحبة بين المسلمين تعم المساجد التي تحتضنها هذه المدينة "العالمية"، حيث يمكنك أن تلتقي المسلمين من عشرات الجاليات، فتتعرف على ثقافاتهم الاجتماعية وتفهم الإسلام بمختلف مذاهبه في القارت الخمس.. رغم نقمة فراق العائلة والأحبة في المغرب، فإني أحمد الله على نعمة الأخوة التي تجمعنا في الدين والإنسانية في هذه المدينة الجميلة، تورينو.