اهتز حي «بنسودة الشعبي» بمدينة فاس، عصر الجمعة الأخير، ثاني أيام رمضان، على وقع عراك دموي بين شقيقين، انتهى بمصرع الأخ الأصغر للمتهم، والذي لفظ أنفاسه الأخيرة دقائق قليلة بعد وصوله إلى قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، بسبب تأثره بالجروح الغائرة في عنقه وطعنات قاتلة في القلب والكبد والعنق، بواسطة سكين من الحجم الكبير. وكشفت المعلومات التي توصلت إليها «اليوم24» من مصادرها، أن المتهم، الذي يكبر أخاه بثلاث سنوات، كان عائدا من عمله كبائع جائل إلى منزله بعد صلاه العصر، ليفاجأ بسماعه صراخ شقيقه الذي فجر صمت الحي، وما إن دفع باب المنزل، حتى وجد أمامه شقيقه الصغير يعنف أمه وأباه بواسطة حزام جلدي، بعد أن رفضا تمكينه من مبلغ مالي لشراء المخدرات. وأضافت التحريات، التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية بولاية أمن فاس، أن المتهم حاول ثني أخيه عن ضرب والديهما وإهانتهما، لكن شقيقه تمادى في تعنيف والديه، ما جعل الشقيقين يدخلان في عراك، فتمكن الشقيق الأكبر من إحضار سكين من الحجم الكبير من المطبخ، ووجه عدة طعنات قاتلة إلى شقيقه، قبل أن يسلم نفسه للشرطة. والمثير في هذه الجريمة، أن سكان الحي والجيران تجمهروا أمام الشقة التي شهدت مصرع أحد أفرادها، حيث عبروا عن تضامنهم مع الشاب المتهم، الذي وصفوه بأنه يتمتع بأخلاق وطيبوبة، وأنه المعيل الوحيد لعائلته، فيما عبروا عن تذمرهم من شقيقه المتوفى، والمعروف بين سكان الحي بسوابقه في السرقة واعتراض سبيل المارة وإدمان تعاطي المخدرات.