أشار التقرير السنوي للمعهد الملكي الإسباني «إلكانو» الصادر هذا الشهر إلى نظرة الإسبان للمغرب وقضاياه المصيرية. ولوحظ أن موقف الإسبان من الصحراء تغير بشكل واضح منذ سنة 2005 إلى سنة 2015، إذ أن 72 في المائة من المستجوبين آنذاك عبروا عن ضرورة دعم إسبانيا لما سموه «استقلال» الصحراء، مقابل 58 في المائة اليوم، كما أن ربع الإسبان (26 في المائة) عبروا عن عدم معرفتهم أو عدم اهتمامهم بالأمر. من جهة ثانية، لم تتغير كثيرا نسبة الذين يرون ضرورة دعم إسبانيا لمشروع الحكم الذاتي الذي يتبناه المغرب، حيث استقرت في 15 في المائة بعد أن كانت 16 في الماضي. أما بخصوص نظرة الإسبان إلى المغرب، فهي مازالت سلبية، إذ منح المستجوبون لبلدنا نقطة 3.4 من عشر، وهي نقطة تضع المغرب في ذيل ترتيب الإسبان للبلدان، ولا يتقدم سوى عن فنزويلا التي حصلت على 2.8 فقط. كما أن اهتمام الإسبان بشمال إفريقيا انخفض هذه السنة بحيث سجل معدل 26.8 مقابل 36.9 السنة الماضية، وأعزى التقرير هذا الانخفاض إلى عدم إدراج اسم المغرب في السؤال، إذ تم الاكتفاء بشمال إفريقيا عكس العام الماضي. من جهة أخرى، يرى الإسبان أن أكبر الأخطار التي تهددهم تأتي من جنوب البحر الأبيض المتوسط، خاصة التهديدات الإرهابية وتصاعد نفوذ داعش، وبدرجة أقل مشكل الهجرة وتهريب المخدرات. هكذا، فإن الإسبان يرون أن أهم وأكبر تهديد يواجههم هو الإرهاب بنسبة 73.2 في المائة، وداعش ب 66.2 في المائة، وتهريب المخدرات ب60.3 في المائة، علاوة على الهجرة ب38.3 في المائة، والحرب الروسية الأوكرانية ب24.9 في المائة. كما عبر الإسبان عن أن الهدف الأهم عندهم الآن هو محاربة الإرهاب ب8.4 على عشر، وتشجيع الاستثمار في الخارج ب7.4. يذكر أن المعهد الملكي الإسباني (إلكانو) يقوم كل سنة بإصدار تقرير (بارومتر) عبارة استطلاع للرأي تطرح فيه مجموعة من الأسئلة التي تهم الإسبان والقضايا المشترك لهم مع مجموعة من دول الجوار والمؤثرة في السياسة الخارجية الإسبانية. وشارك في هذا الاستطلاع 1006 من المستجوبين تفوق أعمارهم ال18 ربيعا، كما أكد التقرير أن مصداقية الاستطلاع، الذي جرى بين 21 أبريل و5 ماي الماضيين، تفوق 95 في المائة.