سيكون الموسم المقبل من البطولة الاحترافية حافلا بالديربيات، سيما بالجهة الشمالية الشرقية، بعدما صعد من هذه المنطقة فريقان جديدان سينضمان إلى الفرق التي تنتمي إلى الجهة نفسها، ويتعلق الأمر بكل من اتحاد طنجة ومولدية وجدة. وسيتصدر «كلاسيكو» اتحاد طنجة والمغرب التطواني لائحة الديربيات التي ستقام الموسم المقبل على صعيد الشمال، ذلك أن المدينتان معروفتان بشغفهما للكرة، وجمهورهما يملئ الملاعب، ونتحدث هنا عن ملعب سانية الرمل الذي يكون مملوءا عن آخره خلال مباريات فريق الحمامة البيضاء، ثم ملعب طنجة الكبير الذي بدوره تغص به الجماهير رغم أن الفريق الطنجي كان يمارس في القسم الثاني. آخر مباراة ديربي بين فريقي المغرب التطواني واتحاد طنجة كانت انتهت بالتعادل، ومعظم مقابلات الفريقين تنتهي بهذه النتيجة، كما هو الحال مع عدد غير قليل من مباريات الديربي التي تجمع الرجاء والوداد. وكان معدل الجمهور الذي يحضر المباراة لا يتجاوز 15 ألف متفرج، ذلك أن ملعب مرشان السابق لا يتسع لأكثر من هذا العدد، ونفس العدد تقريبا هو الطاقة الاستيعابية لملعب سانية الرمل بتطوان، أما الموسم المقبل فستقام المباراة على ملعب طنجة الكبير؛ هذا الأخير يتسع لأكثر من 45 ألف متفرج، وهو ما يسمح لأنصار الفريقين بالحضور بكثافة، وإتحاف الجماهير بلوحات فنية من خلال استعراض «تيفوات» تؤرخ ل»كلاسيكو» الشمال. بسام العاقل الناطق الرسمي باسم «إلترا هيركوليس» قال إن الكل ينتظر بشغف هذه المقابلة، وأضاف:»أزيد من 15 سنة لم يلتق الفريقان في القسم الأول، ونحن كفصيل على استعداد تام من أجل إتحاف الجماهير الطنجاوية ب»تيفوات» حضارية من شأنها أن تلقى إعجاب متتبعي هذا الكلاسيكو». ولا تبعد مدينة تطوان عن طنجة سوى بحوالي 57 كيلومتر، بمعنى أن جماهير تطوان ستحتاج لأقل من 60 دقيقة فقط للوصول إلى ملعب طنجة الكبير، وإذا كان هذا الأمر سيضفي نوعا من الإثارة والحماسة والتشويق بين الجمهورين، إلا أن سيضيف متاعب كبيرة من الناحية الأمنية. مصدر أمني قال ل «اليوم24» إن مثل هذه المباريات تحتاج إلى ترتيب أمني محكم تفاديا لوقوع أعمال شغب بين الفريقين، وأضاف:»في مثل هذه المباراة نتوقع تدفقا جماهريا كبيرا من الطرفين، لذلك ستكون هناك خطة جيدة لمكافحة أية أعمال شغب بين الجمهورين». مباراة المغرب التطواني واتحاد طنجة ليست الوحيدة التي ستشعل منطقة الشمال، بل إن هناك مباريات أخرى، أو «ديربيات»، ستتوفر هي الأخرى على جميع عناصر التشويق والإثارة، ويتعلق الأمر بمباراة مولودية وجدة ضد نهضة بركان، الغريمان الأزليان سيكونان وجها لوجه، خلال الموسم المقبل برسم بطولة الاحترافية. الفريق الأخضر الذي التحق بفريق اتحاد طنجة بالبطولة الاحترافية سيجد نفسه أمام خصم عنيد ويعلب كرة قدم حديثة، ألا وهو نهضة بركان، مما يتطلب مزيدا من العمل على مستوى الإدارة التقنية لجلب لاعبين قادرين على المنافسة في القسم الأول. يشار إلى أن الفرق المعنية بهذه الدربيات، وهي المغرب التطواني واتحاد طنجة وشباب الريف الحسيمي ومولودية وجدة ونهضة بركان، والتي توجد على مسافات متقاربة، إلى حد ما، في ما بينها، ستستفيد، رغم حساسية المباريات بينها، من لعب أربع مباريات في منطقتها، وهو ما من شأنه أن يخفف عليها من العبء الذي ظلت تتحمله في الانتقال من مقر إقامتها إلى أماكن بعيدة جدا لتباري فرقا أخرى، نظير اللعب في مراكش، أو العيون، حينما كانت الأخيرة ممثلة بشباب المسيرة.