طفت على السطح، حديثا، تصريحات لممثلات يشتكين تعرضهن لتحرش الجنسي من طرف مخرجين، فهل العكس صحيح؟ خلال مسيرتي المهنية لم تحدث معي أي مشكلة من هذا النوع… عندما نحترم عملنا والمهنية المرجوة، ونمتلك القدرة على التمييز بين الحياة الخاصة والحياة المهنية أعتقد أن مثل هذه الظواهر لن تحدث. الفن هدفه حمل رسالة نبيلة إلى المشاهد، والرقي بالمجتمعات، وتنظيف الذات الإنسانية وليس العكس. قرأت الكثير عن مثل هذه المشاكل التي تبقى أسبابها الحقيقية معلومة فقط لدى المتحرشين أنفسهم. التحرش الجنسي في الوسط الفني وغيره من الأوساط ليس أمرا جديدا، غير أن الحديث عنه أخيرا كثر مع تزايد هامش حرية التعبير، وتطور شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة. يرد على لسان مجموعة من الفنانين أن «الفن ما كيوكلش». هل بروز ظاهرة التحرش مرده إلى العنصر المادي؟ لا أعتقد، ولا يمكن أن أجزم بشأن ذلك. يمكن الترويج للتعرض للتحرش أن تكون له أهداف أخرى خفية، كالنيل من شخص معين، وغيرها من الأمور. لا يمكن أن نعمم، لأني شخصيا أعرف فنانات هن في حاجة ماسة إلى الإمكانيات المادية لكنهن لا يحصلن على أدوار بسبب التحرش، بل يشتغلن بطريقة صحيحة. طيب، أنت أب لطفلة ذات خمس سنوات، هل تقبل أن تلج ابنتك مستقبلا الميدان الفني؟ سأحترم اختيارات ابنتي، سواء اختارت التمثيل أو الرقص أو الموسيقى، فلن أمانع إطلاقا، بل سأكتفي فقط بتوجيهها. حاليا أركز على تربية ابنتي التربية السليمة وحقنها بشحنات إيجابية حتى تتقوى شخصيتها. قبل أن تكون مخرجا أنت ممثل، لكنك اكتفيت بقبعة المخرج في سلسلة «دار الغزلان»، التي حققت نسبة مشاهدة كبيرة. ما سبب هذا الاختيار؟ من الضروري في بعض الأحيان الرجوع خلف الكاميرا، وفتح المجال أمام الشباب الصاعد لإبراز موهبته من أجل تحقيق أهدافه. الإخراج بالنسبة إلي هو أيضا متعة لأنني أرى نفسي في الآخر، وأحس بأني جزء منه. سبب آخر هو الرغبة في تركيز مجهودي على عمل واحد والإبداع فيه من خلال كل ما تعلمته وما اكتسبته. أعمل كقائد للأوركسترا الذي يوجه الموسيقيين الذين هم الممثلون في حالتنا هذه. * ممثل ومخرج