في تطور مثير وخطير لحالات الانفلات الأمني التي تعيش على وقعها مدينة فاس هذه الأيام، عاش حي صهريج كناوة الهامشي بمنطقة « باب فتوح»، مساء يوم الجمعة الأخير، حالة فوضى عارمة، عقب لجوء عدد كبير من ساكنة الحي، أغلبهم من الشباب، إلى محاصرة 3 من عناصر الأمن وسيارة الأمن التي كانت تقلهم لأزيد من ثلاث ساعات، بعد أن شلوا حركتهم ومنعوهم من الاتصال برؤسائهم أو طلب النجدة من زملائهم. وذكر شهود عيان لجريدة « اليوم24» أن عناصر الأمن المحاصرين تلقوا وابلا من الكلمات النابية، ووصفهم الشباب الذين تحلقوا حولهم بأقبح النعوت، حيث لجأ الشبان الغاضبون إلى الارتماء أمام وخلف سيارة الأمن لمنعهم من الفرار. وظل الشرطيون الثلاثة، تضيف مصادرنا، محاصرين إلى أن بادر أحد المارة إلى الاتصال بالشرطة وأخبرهم بالحادث، وحضرت عناصر الشرطة بالزي المدني والعسكري، وتمكنوا من إخراج زملائهم من داخل الحشد البشري، الذين هددوا بالقصاص من أحدهم بتهمة تعريض شاب للضرب والجرح، فيما طمأنهم مسؤول أمني بتنفيذ القانون على الجميع، وهو ما مكن الشرطة من السيطرة على الوضع وإنهاء حالة الاحتقان، ونقل الشاب المصاب إلى المستشفى. وتعود أسباب الحادث الذي كاد أن يتطور إلى مواجهات دامية بالحي الشعبي الآهل بالسكان إلى توقيف سيارة للنقل السري من قبل دورية للشرطة، التي عمد عناصرها الثلاثة إلى سحب أوراق السيارة وتحرير محضر بإيداعها الحجز، لكن صاحب السيارة انتفض في وجه أحد رجال الأمن وحاول الاعتداء عليه، ما دفع زملاءه إلى توقيفه واعتقاله داخل سيارة الأمن، حيث فوجئ رجال الشرطة الثلاثة بتدخل عائلته التي حاولت إنقاذه من الاعتقال واسترجاع أوراق السيارة، فنشب احتكاك بين الشرطيين والعائلة، ما أسفرت عن إصابة قريب صاحب سيارة النقل السري بجرح غائر على مستوى أذنه اليسرى. واتهم الشاب المصاب رجل الأمن بتوجيه ضربة له بواسطة الأصفاد التي كانت بيد الشرطي، ما تسبب في جرحه على مستوى الأذن، وهو ما رد عليه أبناء الحي بمؤازرة ابن حيهم، ومحاصرة الشرطيين داخل سيارة الأمن، وهم يرددون شعارات ضد «الحكرة» و»تجاوزات عناصر الشرطة» كما قالوا. وعلق الشرطي المتهم بتعريض قريب صاحب سيارة النقل السري للضرب والجرح بواسطة الأصفاد بأنه كان في وضعية دفاع شرعي عن نفسه، بعد أن هاجمه بشكل مفاجئ الشاب المصاب، لتخليص قريبه من داخل سيارة الأمن، فيما أمرت النيابة العامة بفتح تحقيق في الحادث والاستماع لكافة الأطراف وشهادات الشهود الذين عاينوا الحادث، الذي جرى تدوينه في أربعة أشرطة «فيديو» بالصوت والصورة، نشرها مصوروها أول أمس على الموقع العالمي «يوتوب».