أثار فوز العدالة والتنمية في انتخابات 25 نونبر 2011 الكثير من المخاوف، خاصة في الأوساط الليبرالية والبرجوازية التي تخشى على مصالحها. وقالت وسائل الإعلام الدولية إن التسونامي الإسلامي ضرب المغرب. لكن ملك المغرب، يقول جون كلود ماتنيز، في كتابه الصادر حديثا تحت عنوان "محمد السادس" ملك الاستقرار" سيقلل من شأن هذا الفوز الانتخابي الكبير (107 مقاعد من أصل 395 مقعدا بمجلس النواب) بشكل ذكي، فبعد أربعة أيام (على يوم الاقتراع)، وفي يوم الثلاثاء 29 نونبر (وليس 27 كما في الكتاب)، طلب الملك بشكل هادئ الفصل 47 من الدستور (الذي ينص على أن الملك يعين رئيس الحكومة من الحزب الذي فاز في الانتخابات). ويقول الكاتب، الذي سبق له أن كان مدير الدراسات في المدرسة الوطنية للإدارة ومستشارا ماليا للملك الراحل الحسن الثاني، إن هذا التعيين جرى وفق إجراء متواضع تم إعداده بشكل ذكي «ليبين بشكل رمزي أن ما يجري أمر عادي جدا، ليخلع عن نتائج الانتخابات أي ثوري»، ويتابع الكاتب أن «رئيس الحكومة لم يتم تعيينه بالعاصمة وبالقصر الملكي، بل في قرية تقع في قلب جبال الأطلس، هي ميدلت، التي توجد على بعد 300 كلم من الرباط، والتي اضطر للانتقال إليها ليحظى بلقاء لم يدم سوى دقائق معدودات. هكذا تم تأكيد التراتبية الحقيقية بحركة واحدة وفي ظرف بضع ثوان فقط».