دعا وزير الداخلية، محمد حصاد، اليوم الخميس في نواكشوط، إلى إرساء آليات للتصدي الجماعي للتهديدات الأمنية في إطار مفهوم المسؤولية المشتركة. وأكد وزير الداخلية، في كلمة ألقاها في الجلسة الافتتاحية لأشغال الدورة الخامسة لمجلس وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي، أن بناء صرح الاتحاد المغاربي يعد من الأولويات الكبرى للمملكة المغربية وخيارا استراتيجيا يروم تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة وشعوبها في كنف الأمن والاستقرار. وأبرز حصاد التحديات الأمنية التي يعرفها الفضاء المغاربي والإقليمي، مؤكدا أن الاندماج المغاربي أصبح ضرورة تفرضها اليوم تأثيرات العولمة والتهديدات الأمنية المتزايدة والتحولات الجيو-استراتيجية الجذرية التي باتت تشهدها المنطقة برمتها. وبعد استعراضه للتجربة المغربية في مواجهة التحديات الأمنية الناجمة عن الإرهاب والهجرة غير الشرعية والاتجار في المخدرات، دعا الوزير دول المغرب العربي إلى اعتماد مقاربة تشاركية شمولية من خلال العمل على إرساء شراكة أمنية، معتبرا البعد الأمني أهم مكونات الاندماج المغاربي. واعتبارا لارتباط أمن الفضاء المغاربي بمحيطه الإقليمي، دعا محمد حصاد دول الاتحاد المغاربي إلى العمل من أجل اعتماد شراكة أمنية متميزة بين الدول المغاربية ودول الساحل، مؤكدا على ضرورة إرساء آليات تعاون بناء وجدي في مجال مراقبة الحدود المغاربية للتصدي لتهديدات الجماعات الإرهابية وتلك الضالعة في الجريمة المنظمة، والعمل على تجفيف منابع تمويلها والذي يقوم أساسا على المتاجرة في المخدرات والتهريب بشتى أنواعه وكذا الاتجار بالبشر. ودعا وزير الداخلية أعضاء المجلس إلى العمل على تفعيل التوصيات المنبثقة عن بيان الرباط، الصادر عن اجتماع وزراء داخلية دول اتحاد المغرب العربي يومي 23 و24 أبريل 2013 ، والآليات التي تضمنتها هذه التوصيات بغية الدفع قدما بالعمل المغاربي المشترك في المجال الأمني، وتكثيف التعاون الميداني حتى يتسنى لدول المنطقة رفع التحديات الأمنية المشتركة.