"الوقود الصناعي" هو ما يعكف مهندسون وباحثون في مصنع في مدينة دريسدن على إنتاجه. شركة أودي لصناعة السيارات نجحت مؤخرا في تصنيع ديزل صناعي وأطلقت عليه الاسم التجاري "e-diesel". وهذا الوقود الجديد لا يحتوي على أي وقود أحفوري أو عنصر الكبريت. وإذا ما نجح هذا الوقود الصناعي -أو "الخام الأزرق" كما يطلق عليه المهندسون المطورون له في مصنع دريسدن- في غزو الأسواق الاستهلاكية فسيمثل ذلك منعطفا هائلا في عالم المحروقات. حيث أنه سيقلل من انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون وسيشجع المهتمين بالبيئة على استخدام السيارات المستهلكة لهذا النوع من الوقود الرائد، دون الإضرار بالبيئة. العديد من المواقع العالمية اهتمت بهذا الاختراع الرائد مثل موقع "ناشيونال جيوغرافيك" ومواقع أخرى تهتم بالسيارات. علما بأن الفكرة في حد ذاتها ليست بالجديدة، ولكن الجديد في الأمر هو تأسيس مصنع بالكامل في مدينة دريسدن في شرق ألمانيا يعمل على تطوير وتصنيع ال "e-diesel". شركة أودي بالتحديد تعمل على تطوير "الديزل الصناعي" منذ عام 2009، بحسب موقع "ناشيونال جيوغرافيك". ولتصنيع "الخام الأزرق" يحتاج المصنع في مدينة دريسدن إلى مكونين هما الماء والهواء (غاز ثاني أوكسيد الكربون).
وخلال عملية التصنيع يقوم، في الخطوة الأولى، محلل كهربائي بفصل البخار إلى هيدروجين وأوكسجين. ثم يتفاعل الهيدروجين في مفاعلات صناعية، باستخدام الضغط، مع ثاني أوكسيد الكربون، الذي يصل المصنع عبر أنابيب موصلة مع مصانع أخرى. وهكهذا تنشأ سلسلة طويلة من المركبات الهيدروجينية السائلة، أسمتها شركة أودي "الخام الأزرق" وهو يعادل البترول الخام. وباستخدام مصافي، مثل مصافي البترول، يتم إنتاج ال "e-diesel". ويمكن مزج هذا الديزل الصناعي بالديزل العادي أو استخدامه كلية في تسيير السيارات. ويتوقع أن يتراوح سعره ما بين يورو إلى يورو ونصف للتر الواحد. الطريف في الأمر أن وزيرة التعليم والبحث العلمي الألمانية، يوهانا فانكه، بادرت -حين قامت بزيارة المصنع- إلى تزويد سيارتها الرسمية (وهي أودي A8) بهذا الديزل الجديد، قائلة: "الديزل الصناعي باستخدام غاز ثاني أوكسيد الكربون هو نجاح منقطع النظير". ويبقى على مصنع انتاج الديزل الصناعي في مدينة دريسدن وبالتعاون مع شركة "سانفير" العمل على انتاج 300 لتر من هذا الديزل الصناعي الذي يصنف على أنه رفيق بالبيئة للتفكير في الخطوات القادمة، التي لم تفصح عنها شركة أودي حتى الآن. عن: DW