أعلنت وزارة الثقافة، أخيرا، مباراة الدعم برسم السنة الجارية، في الوقت الذي لم تصرف فيه بعد مبالغ دعم أغاني الفنانين للموسم الماضي، وهو ما أثار استياء كثير منهم الذين اعتبروا الأمر ضد الإبداع، وتساءلوا عمن يقف وراء هذا التأخير. رغم مرور سنتين على تاريخ إعلان لائحة الفنانين المستفيدين من دعم الأغنية المغربية لموسم 2013، مازال هؤلاء الفنانون ينتظرون مستحقاتهم، حيث لم يتوصلوا بعد بالشطر الثاني من الدعم، الذي اعتبره جلهم، وبينهم الفنان نعمان لحلو والفنان سعيد الإمام والفنان حميد العلوي، في تصريحات مختلفة ل« اليوم24»، هزيلا ولا يرقى إلى مستوى ما يطمحون إليه. وفي تفاصيل الموضوع أن مجموعة كبيرة من الفنانين الفائزين في استحقاق دعم الأغنية المغربية، الذي تشرف عليه وزارة الثقافة برسم سنة 2013، بينهم سعيد الإمام ونعمان لحلو وحسن القدميري وحميد العلوي وناديا أيوب وعتيقة عمار وسعيد الشرايبي وإيمان الوادي وعبد الوهاب الدكالي وفنانون آخرون، مازالوا بانتظار صرف الدفعة الثانية من المبالغ التي خصصت لدعم الأغنية المغربية في دورتها الثالثة، وذلك بعد أن صرفوا مبالغ خيالية في إنجاز الأغاني المتفق عليها مع الوزارة. والغريب في الأمر أن الوزارة المعنية أعلنت مباراة الدعم برسم السنة الجارية في الوقت الذي لايزال فيه الفنانون ينتظرون الدفعة الثانية من مبالغ الدعم التي خصصتها لهم الدولة خلال الدورة المنصرمة، علما أن المرسوم الوزاري والقانون المنظم يلزمان الوزارة بصرف المبالغ خلال الأسبوعين التاليين للإمضاء على العقود، وهو ما يطرح السؤال حول المسؤول عما اعتبره عدد من الفنانين «تماطلا» في صرف تعويضاتهم. وفي هذا الصدد، قال الفنان نعمان لحلو ل« اليوم24»: «لقد طال انتظار التوصل بمستحقاتنا، على ضآلتها، رغم أننا أوفينا بجميع الشروط التي وضعتها وزارة الثقافة، وأكملت إنجاز ألبومي، وصورت فيديو كليبين على نفقتي الخاصة». واعتبر لحلو أن وزارة المالية هي المسؤولة عن هذا التأخير الذي تجاوز السنة، موضحا أنه على وزارة الثقافة، إن هي أرادت إخلاء مسؤوليتها من هذه الأخطاء التي تدخل الفنان في خانة الانتظار، ألا تسطر قوانين لا تلتزم فيها بالآجال التي تحددها لاستفادة الفنان، ومنها أن المستفيد يتوصل بمستحقاته 15 يوما بعد إعلان استفادته. وأضاف نعمان لحلو أنه بالإضافة إلى تأخيره «يبقى هذا الدعم هزيلا، كما تدخل في تحديد حصة كل فنان حسابات خاصة». وأوضح الفنان الموسيقي، الذي صور أخيرا أغنية عن أطفال الشوارع، أن مجموع الدعم الذي منحته وزارة الثقافة لا يتجاوز نسبة 26 في المائة من ميزانية الأعمال الفنية التي أنجزها، وأن مبلغ 10 ملايين سنتيم الذي حصل عليه من أجل فيديو كليبين لم يكف لسد جزء صغير من مصاريف تصوير فيديو كليب أغنية واحدة». من جهته، اعتبر الفنان الملحن سعيد الإمام تأخر تسلمه، إلى جانب مجموعة من الفنانين، الدعم الذي حددته وزارة الثقافة خلال الموسم الماضي أمرا غير معقول، ولا يدعم في شيء الإبداع، بقدر ما يحبط المبدع ويمنعه من الوفاء بالتزاماته مع المشتغلين معه في القطاع. ويوضح الفنان الملحن قائلا: «نحن باعتبارنا مشرفين على هذه المشاريع ومنتجين لهذه الأغاني، وفينا بعقودنا مع وزارة الثقافة، وعليها في المقابل أن تفي بالتزاماتها لنكون بدورنا أوفياء مع مطربين وموزعين وغيرهم، فنحن اليوم معلقون، بعد أن صار الدعم الذي ناضلنا من أجله لسنوات سببا في المعاناة، وحاجزا أمام استمرار الإبداع تبعا لهزالته وللمزاجية التي يصرف بها». ويطالب الإمام وزارة الثقافة بإصدار بلاغ توضح فيه براءتها من أي مسؤولية عن هذا التأخير الحاصل الذي «يؤثر على علاقتنا بأصحاب الاستوديوهات التي نسجل فيها، والمطربين وغيرهم من شركاء العمل الذين لم يتوصلوا بعد بمستحقاتهم على مدى سنة من التأخير».