في عملية غير مسبوقة، قامت مصالح الأمن بطنجة، بداية هذا الاسبوع ، بإحباط محاولة دخول ثلاث حافلات محملة بالأفارقة المتحدرين من دول جنوب الصحراء، كانت ستتجه نحو مدينة سبتةالمحتلة تمهيدا لاقتحامها من لدن المهاجرين الأفارقة. وأفادت مصادر مسؤولة، أن مصالح الأمن بطنجة توصلت بمعلومات مركزية تشير إلى توجه الحافلات الثلاث نحو مدينة طنجة، فقامت عناصر الأمن باعتراض الحافلات عند مدخل مدينة أصيلة، وقامت بإنزال المهاجرين قبل أن تقرر ترحيلهم إلى المدن التي قدموا منها. التحقيقات التي باشرتها عناصر الأمن بعين المكان، تؤكد أن الأفارقة القادمين من دول جنوب الصحراء، كانوا يخططون لتنفيذ اقتحام غير مسبوق لمدينة سبتةالمحتلة عبر القفز على السياج الحديدي كما حصل في مرات سابقة، وتسبب لبعضهم في إصابات بليغة، فيما لقي أحد الأفارقة حتفه لدى محاولته الققز على السياج الحديدي. بالموازاة مع ذلك، أحبطت عناصر الأمن ليلة العيد، محاولتين للهجرة السرية عبر شاطئ مرقالة، وكانت الرحلة تضم أزيد من 50 شخصا بينهم نساء، كانوا بصدد ركوب قارب مطاطي كان سيتجه بهم صوب السواحل الإسبانية. عمليات إحباط الهجرة انطلاقا من سواحل طنجة، لم تتوقف في المدة الأخيرة، فحتى تلك التي تكلل بالنجاح، فإنها في نهاية الرحلة يتم توقيفها من لدن الشرطة الإسبانية التي تقوم بتسليمها للصليب الأحمر الدولي. وأفادت مصادر مطلعة أن الأفارقة بات هدفهم الوحيد هو الخروج من سواحل طنجة، وليست لديهم أي مشكلة في إلقاء القبض عليهم في عرض البحر أو لدى وصولهم إلى ميناء طريفة، لأنهم يدركون جيدا أن السلطات سوف لن تعيد ترحيلهم بل ستقوم بتسليمهم إلى الصليب الأحمر. هذا، ويأتي إحباط عملية دخول الحافلات الثلاث إلى طنجة، في الوقت الذي تقوم فيه السلطات المحلية والأمنية بطنجة، بحملات موسعة لإيقاف المهاجرين الأفارقة الذين لا يتوفرون على وثائق الإقامة. وفي نفس اليوم الذي باشرت فيه السلطات حملتها ضد الأفارقة، لقي أحد المواطنين السنغاليين حتفه بعد سقوطه من الطابق الرابع بشقته بمنطقة بوخالف القريبة من مطار ابن بطوطة الدولي. وساد اعتقاد بين المهاجرين الأفارقة أن عناصر الأمن هي من قامت بدفعه ورميه من الشقة، فقاموا بالاحتجاج أمام مستودع الأموات، قبل أن تؤكد السلطات بأن حادثة سقوط الإفريقي وقعت بعد نهاية الحملة الأمنية بساعات، وليس هناك أي علاقة بين الحملة الأمنية والحادثة.