توجه «الدولة الإسلامية» رسائل مشفرة لكل من المغرب وإسبانيا وكوريا الجنوبية من خلال التفجيرات المخطط لها من خلال الهجمات والتفجيرات التي تعرضت لها سفارات هذه الدول في العاصمة الليبية طرابلس بشكل متتالٍ، حيث إنه ليس ضربا من الفراغ الحديث عن ثلاثة تفجيرات متتابعة تقريبا، في ظرف أسبوع واحد، بل يتعلق الأمر بتخطيط محكم للدولة الإسلامية من خلال فروعها في ليبيا لتحذير ودفع الدول الثلاث للتراجع عن قيادة ملف المفاوضات التي تدور رحاها في المغرب بين الأطراف الليبية، حسب مصادر دبلوماسية مغربية إسبانية. أولا، تفجير السفارة المغربية جاء كرد فعل على المغرب الذي يحتضن في أرضه بقصر المؤتمرات بالصخيرات جولات التفاوض بين الأطراف الليبية، وذلك بغية الوصول إلى حل ينهي الصراع بين الليبيين، وهو الأمر الذي لا يرغب فيه التنظيم الإرهابي «داعش» ما دام هو المستفيد الوحيد من الفوضى المنتشرة على طول ليبيا؛ ثانيا، تفجير السفارة الإسبانية، صباح يوم أمس الثلاثاء، له ما يبرره، خاصة، وأن الممثل الأممي الذي يشرف على الملف الليبي، والذي يترأس كذلك المفاوضات الجارية في المغرب بين الأطراف الليبية المتصارعة على السلطة، هو الإسباني بيرنارديو ليون. وعليه، فإن الدولة الإسلامية، ومن يدور في فلكها، يرون ترأس إسباني لهذه المفاوضات بمثابة دخول إسبانيا على خط الأزمة الليبية، وهو الأمر الذي ترفضه «داعش». وبالنسبة للتفجيرات التي تعرضت لها السفارة الكورية الجنوبية، الأحد 12 أبريل 2015، فيمكن تفسيرها بكون الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، يحمل الجنسية الكورية الجنوبية، ضمنيا، هي رسالة مشفرة من مسلحي الدولة الإسلامية تقول إن كل من يسعى إلى إيجاد حل غير حل الفوضى في ليبيا فهو مهدد، كما أن مصالح البلد الذي ينحدر منه مهددة أيضا، حسب ما جاء في مقال تحليلي للجريدة الإسبانية إلموندو. يذكر أن السفارة المغربية في العاصمة الليبية طرابلس تعرضت يوم ال13 من هذا الشهر لهجوم مسلح من عناصر تابعة للتنظيم الإرهابي»داعش» بواسطة «آر بي جي»، ما تسبب في اشتعال النيران في الواجهة الأمامية لمقر السفارة، لكن لم يسفر الهجوم عن قتلى أو جرحى، لكون السفارة المغربية في هذا البلد الغارق في الفوضى كانت خالية منذ شهر غشت 2014. من جهة ثانية، استُهدفت السفارة الإسبانية، صباح أمس الثلاثاء، بواسطة عبوة ناسفة دون أي خسائر بشرية، بل فقط بعض الأضرار في الواجهة الأمامية للسفارة؛ في هذا الصدد، تبنى داعش على حسابه في «تويتر» هذا الهجوم بالقول إن: «جنود الدولة استهدفوا السفارة الإسبانية في طرابلس بعدة عبوات ناسفة»؛ في حين يعتبر الهجوم الذي تعرضت له السفارة الكورية الجنوبية الأول – يوم ال12 من هذا الشهر- والأعنف بين الهجومات الثلاثة، حيث أودى بحياة حارسين ليبيين وإصابة الثالث.