بعد إضرابات المستخدمين خلال الأسابيع القليلة الماضية وما خلفته من خسائر مادية، سقطت الشركة التابعة لمجموعة اتصالات المغرب خلال 4 أيام، ضحية لثاني عمل تخريبي لمنشآت «غابون- تيليكوم»، حيث سجل توقف تام لخدمات شبكة الهاتف والإنترنت في جميع أنحاء البلاد بالغابون من يوم الخميس المنصرم إلى أول أمس الاثنين. مصادر إعلامية محلية أكدت أن كل شيء توقف تقريبا بالغابون خلال 4 أيام: تحويل الأموال، عدم القدرة على الوصول إلى بعض الخدمات على شبكة الإنترنت، التحدث عبر الفيسبوك أو سكايب وغيرها من الشبكات الاجتماعية مع الأهل والأصدقاء والزملاء أو لأغراض مهنية، فالاقتصاد الرقمي بالغابون شُلّ بالكامل خلال الأيام القليلة الماضية، تقول التقارير الإعلامية المحلية. ليلة الأحد وصباح الاثنين الماضين، عادت الأمور إلى العمل تدريجيا، حيث أوضح بيرنار مبانغانغوي، المدير الدولي والمكلف بالربط في شركة «غابون تليكوم»، بأن «هذا الانقطاع الكلي للإنترنت كان سببه فعل تخريبي»، موضحا أن «الألياف البصرية التي تمر عبر البحر «سات 3»، والتي تربط الغابون بالخارج، تعرضت لأعمال تخريبية ارتكبها مجهولون، مما أدى إلى انقطاع الاتصالات بكل أرجاء البلاد»، مضيفا أن «الإصلاحات تطلبت أربعة أيام، لأنه كان من الضروري جلب خبرات وتجهيزات من خارج الغابون». ويعتبر هذا الحادث الثاني من نوعه، حيث كان المسؤول نفسه، وقبل شهر من الآن، قد صرح للصحافة المحلية، أن هنالك «عملا تخريبيا»، وأن «أشخاصا ذوي نيات سيئة أقدموا على فتح إحدى الغرف التي تأوي معدات الإرسال للألياف البصرية، وخصوصا الكابلات البحرية «سات 3»، حيث قاموا بتقطيع هذه الألياف البصرية ذات الأهمية البالغة للإرسال الدولي للصوت والبيانات (الإنترنت). وأعرب المسؤول الغابوني، وفق ما أوردته المصادر نفسها، عن أسفه «لهذا الحادث الهمجي وغير المسبوق، والذي يُنمّ عن وجود نية الإساءة للاتصالات وللسير الجيد للمقاولة «، مبرزا أن محققين قضائيين عاينوا الوقائع في مكان الحادث وأن شركة «غابون تليكوم» رفعت دعوى قضائية ضد مجهول. وكانت شركة «غابون تليكوم»، قد سجلت يومي 25 و26 فبراير المنصرم، انقطاعا تاما لشبكة الإنترنت والهاتف لأزيد من 48 ساعة بسبب إضراب مستخدميها، وذلك للمطالبة بدفع العلاوات وتحسين أجورهم منذ بدء خوصصة الشركة سنة 2007 وشرائها من طرف اتصالات المغرب. وكانت مجموعة اتصالات المغرب قد أنهت خلال شهر يناير المنصرم اقتناء الفروع المملوكة ل»اتصالات» الإمارتية في كل من: الغابون، البنين، الكوت ديفوار، النيجر، جمهورية إفريقيا الوسطى والطوغو. ويشمل هذا الاتفاق، اقتناء شركة «بريستيج تيليكوم» المزودة لخدمات تكنولوجيا الاتصال لفائدة فروع «اتصالات» الإماراتية الموجودة بهذه الدول. وتبلغ قيمة هذه الصفقة 474 مليون أورو (5.3 مليار درهم)، والتي تسمح باقتناء مساهمة «اتصالات» الإماراتية في رأس مال هؤلاء الفاعلين. وكذا شراء اتصالات المغرب لقروض المساهمين. وتعتبر «الغابون تليكوم» أول شركة تطلق خدمة الجيل الرابع على مستوى منطقة وسط إفريقيا، حيث استقبل رئيس الغابون، علي بونغو أونديمبا، خلال شهر أكتوبر الماضي بليبرفيل، الرئيس المدير العام لشركة «اتصالات المغرب»، عبد السلام أحيزون، بمناسبة إطلاق فرع «اتصالات المغرب» خدمات الجيل الثالث والرابع للهاتف المحمول.