وأنت مسافر إلى الفيتنام، ماذا يفترض أن تتوقع؟ أن تجد بلدا منزويا في ركن قصي مظلم.. ومجتمعا مخنوقا غارقا في ذاته، ودولة تحصي الأنفاس؟ طيلة يومين في الفيتنام لم أشعر بأن هذا البلد يسهل تصنيفه وفق الأحكام المسبقة، فأن يحكمه نظام شمولي ليس معناه أن يغلق عليه الباب وينكمش في مواجهة العالم. ذهبت إلى الفيتنام وأنا مثقل بالهموم، لأني لم أكتسب خبرة في العيش في مجتمعات محكومة بقيود سياسية محكمة، وكنت أتوقع أن أعثر على «بلد أحمر» أخف قليلا من كوريا الشمالية، لكني لم أجد في الفيتنام أي شيء يشبه كوريا الشمالية، وإنما عثرت على كل شيء يشبه واشنطن أو باريس أو لندن. لقد كانت الرايات الحمراء تُرفع فوق كل باب مؤسسة عامة، كما تُرفرف فوق المقاهي والمطاعم والفنادق، وحتى المساكن البسيطة. وبشكل أدق، فإني لم أجد «شيئا أحمر» أكثر امتدادا في الفيتنام من لون الأعلام، ولكن هل يكفيني ذلك لأنتقد ما يعتقده الفيتناميون حسا وطنيا لديهم؟ كلا. وإليكم مفارقة أخرى، لقد كنت متوقعا أن أجد الكره للأمريكيين وكأنه عقيدة طاغية، لكن ما وجدته كان هو الأعلام الأمريكية وقد صُففت للبيع كتذكار سياحي جنبا إلى جنب مع صور هوشي منه، قائد الثورة الفيتنامية، والرموز الشيوعية. وحتى إن لم تكن مدة يومين كافية لفهم مجتمع مثل الفيتنام، فإنني غادرت مطار العاصمة هانوي وأنا مقتنع بأن الحكومة الفيتنامية نجحت، كما تشير إليه المظاهر، في خلق مجتمع رأسمالي معولم، لكن بعدما أسقطت عنه كل ما هو مرتبط بالحرية. الطريق إلى هانوي تستغرق رحلة طيران من الدارالبيضاء إلى الفيتنام نحو 18 ساعة، لكنك لن تصل سوى بعد 24 ساعة على أقل تقدير. ستقطع 11 ألف كيلومتر مقسمة لأسباب تجارية على ثلاث مراحل، من المغرب إلى بلد لتحويل الرحلات الدولية، وفي الغالب يكون مطارا معينا في الخليج، ثم منه إلى عاصمة تايلاند، بانكوك، ومنها إلى الفيتنام. قضيت في الدوحة يوما كاملا كي أستقل طائرتي نحو هانوي، وبعدها قضيت ساعة ونصف ساعة في بانكوك. أقلعت الطائرة من مطار الدارالبيضاء يوم الجمعة على الساعة السادسة والنصف، لكني لم أصل إلى هانوي سوى في منتصف يوم الأحد. أخبرني مساعد السفير المغربي في الفيتنام بأن شركات طيرن أخرى تقدم خطوطا أفضل لهذه الرحلة، وهو عادة ما يستخدمها، فيستقل طائرته من هانوي مباشرة لتحط في مطار باريس، ومنه إلى الرباط، وبتحويل الرحلة «فإن ما أقضيه في السماء لا يتعدى 15 ساعة على أقصى تقدير، ثم أكون جالسا في منزلي في المغرب». كنت أتوقع أن أعثر في هانوي على مطار عتيق، يعكس الصورة المسبقة لدي عن هذا البلد، لكني لم أجد بناية مغلقة وكئيبة، ولم أجد أيضا طوابير المسافرين الذين يخضعون لرقابة الشرطة وفحصها الدقيق. قبل أن نصل إلى هانوي بنصف ساعة، سلمتنا مضيفة طيران ورقة نموذجية مطلوب من المسافرين في الرحلات الدولة ملؤها. لم تكن تستهدف تلك الاستمارة جمع معطيات حول المسافر مثلما هو الحال في مطارات المغرب، وإنما كان الهدف هو التأكد من سلامة صحة المسافرين. لقد كان مطلوبا منا أن نحدد ما إن كانت أسفارنا قد قادتنا إلى بلد إفريقي مصاب بوباء إيبولا، أو إلى بلد خليجي مصاب بداء ما، لا غير. في مطار هانوي، لم يكن هنالك الكثير من رجال الشرطة، وعلى الأقل كان عدد الذين يلبسون زيهم الرسمي أقل بكثير ممن تركتهم في مطار محمد الخامس. كان مسموحا للجميع بالتصوير، ولم يكن رجال الشرطة ينهرون أحدا، أو يبعدونه عن مكان ما. كل شيء قابل للتصوير، بما في ذلك مطعم KING BURGER. كانت تلك أول علامة على أن ما سأجده في الفيتنام، ليس ما كنت أتخيله. أن يكون هنالك مطعم أمريكي يستقبلك حين هبوطك في عاصمة الفيتنام معناه أن هناك شيئا مبهما في تحديد مفهوم دولة شيوعية. ياسين البهلولي، وهو رجل أعمال مغربي كان ضمن بعثة توجهت إلى الفيتنام، كان يحذرني من التصرف في هذا البلد بطريقة تلقائية، وكان يحثني على الحذر: «هذا بلد شيوعي.. لا وجود لهواء حر هنا لتنفسه»، وكنت أصدق ذلك. مطار هانوي ذكرني بسرعة بمطار الدوحة بقطر، وكأنه نموذج مصغر عنه. شيء ضخم وعصري يقبع فوق المئات من الهكتارات، حيث تحس بنفسك وكأنك فعلا حر داخل المطار. لم أحس بهذه المشاعر حينما كنت في مطار محمد الخامس، فقد كانت الأرضية الباردة الزلقة تذكرني بمخافر الشرطة، بينما رجال الأمن يتصرفون وكأننا في حالة حرب. في الفيتنام، كان رجال الشرطة المرتدون أقمصة خضراء مزركشة يقودونك إلى الصف الملائم لجنسيتك، ثم يتركونك لشرطي آخر لا يمل عن الابتسام. قضيت 15 دقيقة فحسب، ثم وجدت نفسي وقد أنهيت كل شيء. في مطار محمد الخامس استغرق الأمر نحو ساعة مرهقة من الزمن كي أعبر كل تلك الممرات المحروسة. هموم الشيوعية هل أحسست بأني على وشك الدخول إلى بلد شيوعي يخنق الناس؟ إذا كان لا بد من أن تحكم على بلد من مطاراته، فإنني شعرت وكأني لست في الفيتنام. ربما بلد أوروبي هذا. قبل أن تقلع طائرتي، قضيت وقتا في البحث عن الفيتنام على شبكة الأنترنت، ولكني لم أعثر على شيء مفيد. كانت جميع القصاصات عبارة عن مواد سياحية، وبعض النماذج التاريخية. لكنني كسائح علي أن أفهم ما يشكله بلد غريب كالفيتنام من خطورة علي. وجدت الحل في موقع الخارجية الفرنسية، لأني لم أستطع حتى العثور على خدمات خارجية في موقع وزارتنا المغربية. بشكل مبسط، فقد كانت التحذيرات قليلة: «احذروا النشل في بعض الأماكن». إذا كان عليك كسائح أن تخشى فقط النشالين في بلد غريب، فإنك في وضع مريح. لم أشعر بالقلق إذن. استرخيت في فندق عائم على بحيرة، يطل على دور سكن متراصة بنيت بالشكل نفسه. كان بجانب الفندق حيث مكثت، فندق هائل يحمل اسما عالميا: Sheraton؛ وقد حدث مرات عديدة أن أخفق سائقو سيارات الأجرة الفيتناميون في معرفة الفندق الفيتنامي الضخم حيث أسكن، لكنهم سرعان ما يبتسمون حينما يسمعون اسم شيراتون. كان يتملكني بعض القلق من سائقي سيارات الأجرة، وكانت تجربتي المحلية، في المغرب، توحي لي بأن الثقة في هؤلاء السائقين يجب أن تكون في أدنى مستوياتها. لكني لم أضبط غشا بتاتا عندهم. وكانت لدي حيلة للتأكد من ذلك، فقد أقلعت بي سيارة أجرة من الفندق إلى مركز مدينة هانوي، بسعر 70 ألف دونغ (العملة المحلية) أي نحو 30 درهما. وأصبح هذا السعر معيارا لتحديد سلوك السائقين الفيتناميين، ولم يخب ظني فيهم. هنالك مشكلة وحيدة عند هؤلاء السائقين، فهم لا يتحدثون غير اللغة المحلية. وطيلة يومين، وقد ركبت نحو 10 سيارات أجرة، كانت المفردة الوحيدة التي أنطق بها هي شيراتون، بينما كنت أطلب من بواب الفندق في رحلة الخروج أن يحددوا للسائقين وجهتي. هنالك أيضا سائقون آخرون لا يمتلكون سيارات، وإنما دراجات نارية. ويتحول هؤلاء إلى مصدر للإزعاج المستمر للسياح، فهم في كل ركن وناصية، ينطقون كلمة واحدة بالفيتنامية فهمت فيما بعد أنها تلخص جملة: «هل ترغب في جولة؟». لم أكن أثق في هؤلاء كثيرا، لكني تشجعت قليلا وركبت مع أحدهم دون أن أنطق بحرف، وهو لم يهتم بتاتا بذلك. وكل ما فعلت هو أن أشرت بيدي إلى رغبتي في جولة تلقائية بدون هدف. لم يحدد معي سعرا، وظل يتجول بي حتى أحسست بالعياء، فطلبت منه أن يتوقف، ثم منحته عشرات الدونغات، فشكرني وغادر. غزو الرأسمال ماذا تخطط أن تفعل في الفيتنام؟ أو بعبارة أدق، ماذا تريد أن ترى في هذا البلد؟ لم تكن لدي فكرة على كل حال، وكنت مسرورا بأن أرى بعض المجسمات الإسمنتية لرموز العهد الشيوعي، وأن أختلط ببعض الفيتناميين، وأن أتناول وجبات محلية، وربما أشتري أشياء كتذكار. بالنسبة إلى تلك المجسمات، فهي في كل مكان، حتى أصبحت في نظري بدون معنى، ولم أستطع الاختلاط بالفيتناميين لأنهم لا يميلون إلى الغرباء في نهاية المطاف. أما وجباتهم المحلية، فقد كان علي أن أستعمل العصي الخشبية الدقيقة كي أستطيع تغذية نفسي بشكل جيد، وقد فشلت في ذلك باستمرار، فاستسلمت بسرعة. لم أعثر على الفيتنام التي أريد، كي أكون صريحا. كنت أرغب في رؤية نظام حياة تطويه القيود السياسية، وكنت أريد أن أشاهد بلدا متخلفا وشعبا مقهورا، وكان علي أن أوثق ذلك، ربما كي أفهم، على نحو مباشر، ما تعنيه الشيوعية، لكني لم أجد شيئا من ذلك. ربما أحسست ببعض الضيق الذي يعتري الفيتناميين من المسائل السياسية، لكني لم أجد مجتمعا مصابا بالخمول. وفهمت أن الناس هنا يستطيعون فعل أشياء رائعة، ومن بين هذه الأشياء أن نحو 9 ملايين شخص مقيم في هانوي يستطيعون قيادة سياراتهم ودراجتهم بكل الجنون المطلوب دون أن يقع حادث سير، أو على الأقل حادث سير يمكن أخذه بعين الاعتبار. وقفت لفترات طويلة في تقاطعات طرق، ولاحظت أن نسبة الاحترام الموجود لقوانين السير بالنسبة إلى الدراجات تنخفض إلى 20 في المائة فحسب، ولكن مع كل تلك المخالفات المستمرة والكثيفة لعلامات التشوير الضوئي ولمنع المرور لم يكن يحدث شيء. وطيلة يومين، لم أشهد حادث سير البتة. وكان لافتا للانتباه في مركز هانوي أن وجود الراجلين في منظومة السير والجولان أمر قليل الحدوث. وظهر لي أن كل الفيتناميين الذين لا يملكون سيارة يملكون دراجة. وقد ذهبت إلى مقر شركة لبيع تلك الدراجات، وسألت عن سعرها، فوجدت أن أغلبها لا يتجاوز 3500 درهم، ومثلها تباع في المغرب بنحو 10 آلاف درهم. لا وجود لأرصفة في الشوارع، لأنها خصصت لركن الآلاف من الدراجات، بينما يتعين على الراجلين السير على الطريق. هنالك هدير مدو لمنبهات السيارات والدراجات، لكني لم ألحظ أي صدام بين السائقين. ألا يغضبون؟ ربما، لكنهم يكتفون بنظرة باردة نحو بعضهم البعض ولا ينطقون بأي كلمة. كان علي أن أعرف كيف تستطيع الشرطة تنظيم سير هذا العدد الهائل من وسائل النقل، غير أني لم أعثر في هانوي سوى على عدد قليل من رجال شرطة المرور. في إحدى المرات، وقفت أراقب شرطي مرور يحمل صفارة وعصا خشبية غليظة يلوح بها في وجوه سائقي الدراجات باستمرار. يوقف خمسة أو ستة سائقين دفعة واحدة، ويأمرهم بالانزواء في هامش الطريق، ثم يشرع في فحص الأوراق وتسجيل المخالفات. لم أر سائقا يفر، وبإمكانه أن يفعل ذلك بسهولة وسط ذلك النهر الجارف من السيارات والدراجات. كان الانصياع المطلق لرجال شرطة المرور في تلك الظروف أمرا مستغربا بالنسبة إلي. غير أن ما كان غريبا بالنسبة إلي هو أن الاختناق المروري لم يكن موجودا هو أيضا. كان علي أن أدور حول مركز المدينة مرات متتالية كي أفهم لم لا يحدث زحام مروري في مدينة تعج بمئات الآلاف من السيارات والدراجات، وبقليل من رجال شرطة المرور.. لم أفهم السبب جيدا. كنت أعتقد أنني سأجد الجميع في الفيتنام يقود الدراجات، لأن هذه هي الفكرة عندنا حول المجتمعات الأسيوية البعيدة كما تعكسها نمطية الدعاية، لكني وجدت الفيتناميين يقودون السيارات بكثرة أيضا، وليس مثلما كنت أتوقع، أي سيارات متوسطة الجودة، أو صينية الصنع، كلا، لقد وجدتهم يقودون سيارات المرسيدس والتويوتا غالية الثمن في كل مكان. كانت الماركات الألمانية للسيارات طاغية في هانوي، ويقودها شباب يلبسون آخر صيحات موضة الملابس. وعلى كل حال، لم أكن أتخيل أن أعثر في الفيتنام على سيارات المرسيدس، لكني وجدتها بمجرد خروجي من الفندق حيث أمكث، فهناك وجدت أمامي محلا كبيرا لبيع هذه العلامة، ورأيته مكتظا بالزبائن. هنالك طبقة برجوازية تتشكل بسرعة في الفيتنام، كما أخبرني مساعد السفير المغربي، وهم يجنون الكثير من الأموال بفضل التحويل الحديث لمجتمع مغلق إلى نظام اقتصادي معولم. وعلى الأقل، بين كل ذلك العدد الخارق للسيارات، لم أجد متسولا يطلب صدقة، ولا مشردا نائما بجوار مكب قمامة، ولا مجنونا يسير هائما على وجهه بلا وجهة، ولا مومسات يلتقطن الزبائن من الرصيف. لم يحدث طيلة يومين من إقامتي في هانوي أن لمحت شيئا من ذلك، حتى أخبرني مساعد السفير بأن القوانين الفيتنامية تعاقب بقسوة على مثل هذه الأفعال. في مركز هانوي، تستقل العرائس سيارات مرسيدس ويخترن واجهات لالتقاط صور، ليس بجانب تماثيل تاريخية، وإنما بالقرب من مركز تجاري عصري يحمل علامات الرقي الاجتماعي في زمن الرأسمالية. ستعثر في الصباح على العرائس وهم يقطعن الطريق بفساتينهن، ومرة رأيت مأدبة عامة لزفاف تؤكل في الحادية عشرة من الصباح. كان علي أن أعرف وجهتهن، وكنت أعتقد أن الناس في بلد كالفيتنام ربما يأخذون بعض البركة من ساحات الثورة حيث ينتصب تمثال هوشي منه، أو مجسمات الفيتناميين المحاربين. ذهبت إلى ساحة مقر البرلمان حيث ساحة الثورة الفيتنامية، لكني لم أعثر سوى على سياح أجانب يلتقطون الصور. وفي تلك الساعة بالضبط، كانت العشرات من العرائس يتموضعن بفساتينهن بجانب دور بيع علامة Dior. فيتناميون يبحثون عن الجنسية المغربية وجدت في هانوي بعض العرب وهم يتجولون هناك، جميعهم ينحدرون من دول الخليج، وأتوا إلى هناك كسُياح، لكني لم أجد مغربيا سائحا البتة، وعدا السفير المغربي ومساعديه، لا يوجد مواطن مغربي في تلك الأرجاء. أخبرني مساعد السفير بأن المغاربة الذين يزاولون أعمالا في الفيتنام لا يزيد عددهم عن عشرين شخصا، كلهم موجودون في مدن جنوبية حيث تنتعش الصناعة والأعمال، «أما في العاصمة هانوي، فلا يوجد مغاربة غيرنا». كان هنالك قبل سنتين، مغربي يشغل منصب مدير لشركة الاتصالات الفرنسية في الفيتنام، لكنه كان يحمل الجنسية الفرنسية، «وبالتالي لم يكن محسوبا علينا، ولم تكن لدينا علاقات إدارية معه، وقد غادر إلى ماليزيا». غير أن المغاربة لديهم مكان في تاريخ الفيتنام، ويتعلق الأمر بأولئك المحاربين القدامى الذين استقدمتهم فرنسا لمواجهة الثوار الفيتناميين في عقد الخمسينيات، لكنهم سرعان ما تركوا السلاح وانغمسوا في أعمال الفلاحة وأسسوا عائلات محلية. تطرح سلالة هؤلاء مشكلة خفية في الفيتنام حاليا، وبحسب ما يشرح لنا مساعد السفير المغربي، فإن «نحو 50 شخصا آباؤهم مغاربة من المحاربين القدامى يحاولون الحصول على الجنسية المغربية، لكننا نلقى صعوبة في فعل ذلك لأن القوانين الفيتنامية متشددة مع الرغبات في الحصول على جنسية ثانية، وهم يأتون إلينا، لكنهم لا يشبهوننا بتاتا، باستثناء سيدة واحدة. أما الآخرون، فإنك لن تحسبهم أبدا ينحدرون من سلالة مغربية.. إنهم فيتناميون في كل شيء». يعيش هؤلاء جميعا في قرى بعيدة شمال هانوي، ولا يتحدثون سوى اللغة الفيتنامية، ويسافرون مرة في كل أربع سنوات تقريبا إلى المغرب لزيارة عائلاتهم المغربية. وبحسب ما قال لنا صاحب وكالة أسفار في هانوي، فإن «الأشخاص الوحيدين الذين يسافرون من الفيتنام إلى المغرب هم هؤلاء.. ولا فيتنامي آخر سجلته عندي كمسافر إلى بلدكم». في الفندق حيث مكثت، سألت المضيفات اللائي يتحدثن بلغة إنجليزية رشيقة عن المغرب، لكنهن لم يعرفن أين يقع البلد على الخريطة، وحتى التسمية لم تبد لهن مألوفة.