رفع الستار، مساء أول أمس السبت، عن فعاليات مهرجان تطوان الدولي لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط، في نسخته الواحدة والعشرين، بحضور صارم الفاسي الفهري، المدير العام للمركز السينمائي المغربي، وعدد من ممثلي السلطات المحلية يترأسهم محمد اليعقوبي، والي جهة طنجة-تطوان، وعامل عمالة طنجة-أصيلة، شهدوا تكريم الممثلة القديرة ثريا جبران، واستحضار ذاكرة أربعة من أعلام السينما الذين غادروا الحياة حديثا، في فضاء سينما إسبانيول العريقة. ومثَّلَ الأسماء المحتفى بها، عبر أشرطة عرضت أهم محطاتها الإبداعية، كل من الفنان الراحل محمد بسطاوي، وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والممثل القدير خالد صالح، والمخرج فرنتشيسكو روسي من إيطاليا، وهي أسماء في الذاكرة دعمت، حسب ما صرح به أحمد حسني مدير المهرجان ل«أخبار اليوم»، المهرجان في دورات سبقت الدورة الجديدة التي تحتفي بمرور 30 سنة على تاريخ تأسيس أول مهرجان سينمائي بالمغرب سنة 1985، هذه الدورة التي اعتبرها حسني «دورة النضج والاكتمال»، والتي ستتبارى خلالها الأفلام على الجائزة الكبرى التي أطلق عليها هذه السنة اسم جائزة "تمودة الذهبية" (تمودة مدينة أمازيغية تم تأسيسها 200 سنة قبل الميلاد). وفي كلمتها التي شكرت فيها منظمي المهرجان ومدينة تطوان بمناسبة التكريم، عبّرت الممثلة ثريا جبران، التي أثرت الساحة الفنية المغربية بأعمال خلدتها ذاكرة المسرح والتلفزيون والسينما المغربية، عن توقها إلى إبداع حر، وقالت في هذا السياق: «دعونا نحلم بأن تنعم بلداننا بالحرية.. الحرية التي لا تلغي التميز والاختلاف.. الحرية التي لا تُحرِّم الفن والإبداع». وأوردت الفنانة في الكلمة نفسها رأيها في واقع السينما المغربية اليوم وقالت: «إنه يمكننا اليوم الاعتزاز بسينمانا المغربية التي أصبحت تتوفر على نضج تحقق بفضل تراكمات ثقافية ساهمت فيها منذ فجر الاستقلال أجيال وأجيال، وحساسيات متعاقبة ناضلت من أجل السينما المغربية». واعتبرت الفنانة تكريمها «انتصارا للوفاء والاعتراف والتميز». وشهد حفل الافتتاح، إلى جانب كلمة مدير المهرجان ورئيس جمعية «أصدقاء السينما»، المنظمة له، إلقاء كلمة لنائب رئيس مجلس جهة طنجة-تطوان، عبد الواحد الشاعر، تحدث فيها عن الجهوية المتقدمة وعن الثقافة المتوسطية، معتبرا هذه الأخيرة «ما يوحد آفاقنا، وأن السينما هي التي تجعل أعيننا مشدودة إلى المصير المشترك والحلم الجماعي بحياة أفضل». ويرتقب أن تعرض الدورة الجديدة من المهرجان 66 فيلماً، منها 12 فيلماً طويلاً و12 فيلماً قصيراً في المسابقة الرسمية، و15 فيلماً وثائقياً، بالإضافة إلى 12 فيلماً في فقرة التكريمات و6 أفلام في فقرة استعادة و7 أفلام في فقرة «عروض أولى» التي تعرض أفلاما لأول مرة في المغرب، بالإضافة إلى فيلمي الافتتاح والاختتام. وسيمثل المغرب في هذه المسابقة كل من المخرجين عبد القادر لقطع بفيلم «نصف السماء»، ومحمد الشريف الطريبق بفيلم «أفراح صغيرة»، الذي سيعرض لأول مرة. وإلى جانب الفيلمين المذكورين يشارك فيلم «سيفاس» للمخرج كان مجديسي، و«رافقني» لحسين كارابي من تركيا، و«الوادي» لغسان سلهب من لبنان، و«بدون2» لجيلاني السعدي من تونس، و«أسوار القمر» لطارق العريان من مصر، و«عيون الحرامية» لنجوى النجار من فلسطين، و«الظواهر» لألفونصو ثارواثا من إسبانيا، و«أرض متلاشية» لجورج أوفاشفيلي من جورجيا، و«فدليو» للوسي فورليتو من فرنسا. وإلى جانب الجائزة الكبرى، تتنافس الأفلام الثلاثة عشر على الجائزة الخاصة للجنة التحكيم، التي تحمل اسم المخرج المغربي الراحل محمد الركاب، وجائزة العمل الأول، وتحمل اسم المخرج الجزائري عز الدين مدور، وجائزتي أحسن وممثل ممثلة، وجائزة حقوق الإنسان، التي يمنحها المجلس الوطني لحقوق الإنسان في المغرب، فضلا عن جائزة الجمهور.