حاول الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» إخماد الجدل المرافق لمنح روسياوقطر حق استضافة نهائيات كأس العالم لعامي 2018 و2022، واعتماد استراتيجية تدوير الزوايا من خلال التوصل إلى عدد من قرارات «الترضية»، ومن بينها تخصيص مبلغ 418 مليون دولار (390 مليون يورو) للأندية الأوروبية كتعويضات عن وضع اللاعبين تحت تصرف منتخبات بلادهم خلال نهائيات النسختين. ويأتي تخصيص هذا المبلغ الكبير إذا ما تمت مقارنته بال70 مليون دولار التي منحها للأندية خلال مونديال البرازيل 2014، بعد أن اتخذ قرار إقامة نهائيات قطر 2022 في شهري نونبر ودجنبر، نظرا لدرجة الحرارة المرتفعة صيفا في الإمارة الخليجية. وبتحديد موعد إقامة نهائيات قطر 2022، فتح الباب الآن لإعادة جدولة البطولات الأوروبية المحلية والمسابقتين القاريتين (دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي)، بالتزامن مع بدء العد العكسي لانتخابات رئاسة فيفا المزمع إقامتها في 29 ماي، إذ سيكون الرئيس الحالي السويسري جوزف بلاتر مرشحا لولاية خامسة في مواجهة ثلاثة مرشحين آخرين هم نائبه الأردني الأمير علي بن الحسين، ورئيس الاتحاد الهولندي ميكايل فان براغ، والنجم البرتغالي السابق لويس فيغو. وإذا كان موعد إقامة المباراة النهائية لمونديال قطر 2022 قد حدد في 18 دجنبر؛ أي في اليوم الوطني القطري، فإن الموعد المبدئي لانطلاق البطولة، وعدد أيامها هو 28 يوما عوضا عن 32، إذ ستنطلق يوم 21 نونبر. «لقد اعتمدنا 28 يوما لكن قد نضطر ربما إلى تعديل فترة تحرير اللاعبين»، هذا ما قاله أمين عام الاتحاد الدولي الفرنسي جيروم فالك، مضيفا «هناك فريق عمل سيجتمع في الأسابيع المقبلة، ومن المفترض أن نكون قريبين في أواخر 2015 من أجل روزنامة ما بين 2019 و2022». وأعرب رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الفرنسي الآخر ميشال بلاتيني عن رضاه لتحديد يوم 18 دجنبر لإقامة المباراة النهائية لمونديال قطر، مضيفا: «يوم 18 دجنبر جيد بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي – بإمكاننا أن نتأقلم مع تعديلات في روزنامة دوري أبطال أوروبا، لكن على فيفا حماية مواعيد المباريات الدولية للاتحادات الوطنية – أربعة تواريخ للمباريات الدولية قد تتأثر (بسبب مونديال قطر)، وهذه المباريات الدولية حيوية بالنسبة للاتحادات الوطنية». أما في ما يخص التعويضات التي ستنالها الأندية الأوروبية جراء الاتفاق بين فيفا ورابطة الأندية الأوروبية، برئاسة الألماني كارل هاينتس رومينيغيه (بايرن ميونيخ)، فقد رأت السلطة الكروية العليا أن ما حصل هو اعتراف بأهمية مساهمة الأندية في هيكلية كرة القدم حول العالم. وقد رحب بلاتر بالاتفاقية التي تتناول جوانب عدة لاندماج أكبر بين كرة القدم الدولية والأندية، مشيرا إلى أنه من خلال توقيع هذه الاتفاقية «اتخذنا خطوة عملاقة من أجل الترويج للعلاقات بين فيفا والأندية في روح من التعاون البناء والمتبادل». ويتناول جزء من هذه الاتفاقية توزيع العائدات التي يجنيها فيفا من كأس العالم لمصلحة الأندية، واستنادا إلى النموذج الذي تم وضعه لكأسي العالم 2010 و2014، سيتم توزيع 209 ملايين دولار على الأندية التي ستحرر لاعبيها للمشاركة في مونديال روسيا 2018، كما تم الاتفاق على دفع المبلغ ذاته في النسخة الثانية والعشرين المقررة في قطر 2022. ويؤكد الاتفاق على المبادئ الأساسية مثل الترويج لتدريب وتطوير مستوى اللاعبين، بالإضافة إلى الاندماج الرياضي في المسابقات، لما فيه مصلحة اللعبة وقدرتها على جذب الجمهور، كما تتضمن الأحكام التي تنظم الالتزام بروزنامة المباريات الدولية حتى عام 2018، على أن تكون روزنامة المباريات الدولية للفترة من 2019 إلى 2022 مبنية على المبادئ ذاتها المرعية الإجراء حاليا. أما بالنسبة لمونديال قطر 2022 بالذات، فقد اطلع بلاتر وفالك المجتمعين خلال الاجتماع الأول للجنة التنفيذية في 2015 على آخر المستجدات، وزيارتهما الدوحة مؤخرا، مع التركيز على رعاية العمال هناك. واعترفت اللجنة التنفيذية بأن اللجنة العليا للمشاريع والإرث تقوم بعمل كبير في ما يتعلق برعاية العمال وتطبيقها على مشاريع 2022، لكنها أكدت مرة جديدة بأن معايير الرفاهية المستدامة يجب أن تطبق على جميع العمال في البلاد. «قطر فتحت أبوابها»، هذا ما قاله بلاتر، مضيفا «لقد استقبلوا نائب المستشارة الألمانية سيغمار غابرييل الذي خرج بموقف إيجابي جدا في تقريره الرسمي. أنا متأكد من أننا نسير إلى الأمام». وقد واجهت قطر الكثير من الانتقادات بسبب أوضاع العاملين في البنى التحتية والملاعب المخصصة لمونديال 2022، لكن فالك أكد بأن «وضع العمال في منشآت كأس العالم أفضل من وضع العاملين في منشآت أخرى في قطر»، مضيفا بأن أمير قطر يسعى إلى نقل التحسن الذي طرأ على وضع العاملين في منشآت المونديال إلى كافة المنشآت الأخرى في البلاد.