قلة من المغاربة يدخرون أموالهم في الأبناك، هذا ما تحدثت عنه أرقام كشف عنها الخبير الاقتصادي منصف بنطيبي، فعضو الجمعية المغربية للاقتصاد الاسلامي، الذي كان يتحدث خلال ندوة حول "النظام البنكي الإسلامي : الرهانات والآفاق" نظمتها جمعية خريجي معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، صباح اليوم السبت بالرباط، استند إلى معطيات للبنك الدولي تقول ان 39% من المغاربة يتوفرون على حساب بنكي، 27% منهم فقط نساء، فيما تبقى الأغلبية الساحقة من أصحاب الحسابات البنكية ذكور. من جهة أخرى، أشار بنطيبي إلى أن 74% من ذوي الحسابات البنكية في المملكة يستعملونها فقط لاستقبال أجورهم، في ما 10% منهم يخصصونها لتلقي التحويلات المالية، و5% يستقبلون فيها المدفوعات والحسابات، في وقت 12% فقط يتوفرون على مدخرات في حساباتهم البنكية. وفي ما يخص القروض، أشار بنطيبي إلى أن 4% ممن لهم حساب بنكي استفادوا من قرض من مؤسسة مالية، فيما 41% حصلوا على قروض من العائلة. هذا ولم يغفل نفس المتحدث التذكير بالأرقام الرسمية التي تفيد بأن 63% من المغاربة لهم حساب بنكي او يقومون بعمليات بنكية، مشيرا في نفس الوقت إلى معطيات دراسة أخرى غير حكومية تشدد على أن 27% ممن لا يتوفرون على حساب في البنك يرجعون ذلك إلى سبب ديني. وفي ما يتعلق بالأبناك الإسلامية، قال عضو الجمعية المغربية للاقتصاد الإسلامي ان المغرب عرف تأخرا كبيرا في ما يتعلق بإنشاء مؤسسات إسلامية، مردفا" ولا أظن انها ستأتي لأن ما سيكون هو مؤسسات تابعة لمؤسسات تقليدية"، موضحا في هذا السياق أن فلسفة التمويل الاسلامي تنطلق من مبدأ الشراكة، على أساس " الغنم بالغنم" أي باشتراك الأرباح والخسائر عند تمويل زبنائها، "عكس العلاقة مع المؤسسات التقليدية والتي تنبني على علاقة دائن ومدين". إلا أن الخبير الاقتصادي في التمويل الإسلامي لم ينكر أن "البنوك الاسلامية ليست كلها مسلمة"، على حد تعبيره، موضحا أنه"من الممكن أن يكون من يسيرها يفعل ذلم بعقل ربوي". ودعا على هذا الأساس المسؤولين المعنيين ل"لعب أدوارهم كي تكون التمويلات الاسلامية حقيقة إسلامية"، محملا المسؤولية لبنك المغرب في حماية المواطنين في هذا الصدد.