وداد الملحاف لم يكن عبد العزيز العبدي ليتوقع أن كتابه المعنون ب»كناش الوجوه» سيلاقي إقبالا كبيرا بعد إصدار النسخة الجديدة الصادرة هذه السنة لكتابه الذي أثار نقاشات واسعة، خصوصا في المعرض الدولي للكتاب الذي نظم الشهر الماضي. عمل جعل من موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك المحور الأساسي لشخصيات كتابه السردي الذي يغوص في عوالم افتراضية ويربطها بأحداث واقعية. ولد العبدي سنة 1969 بمدينة وزان، وحصل على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الاقتصادية سنة 1987 ليختار الولوج إلى الجامعة، حيث تابع دراسته وحصل على شهادة الإجازة في العلوم الاقتصادية، ثم اشتغل كإطار بنكي فغادر وظيفته ليعمل كمسير لشركة بيع وتركيب الرخام بمدينة سلا، لكن شغفه بالمجال الأدبي جعله يحصل على شهادة باكالوريا أخرى عام 1999. ولم يسبق للعبدي أن انتمى إلى أي حزب سياسي، لكنه كان ينشط بالجمعية المغربية لحقوق الإنسان سنة 1994 لتنتهي تجربته بها لأسباب شخصية على حد تعبيره. وفي اتصال مع اليوم24، يصف العبدي كتابه قائلا: « كناش الوجوه هو نتاج تفاعل فايسبوكي بين عدة أصدقاء، تخترقه جزء من سيرتي الذاتية، وقصص من حيوات عديدة تخص الشأن السياسي والاجتماعي الوطني»، ويضيف «لم تمنح فرصة للكناش للتعريف به إلا بعد نقاش بيزنطي داخل الفايسبوك في بداية هذه السنة، حيث كنت قد سحبته من السوق لخلافات مع ناشر أبان على لا مهنية قاتلة وجشع كبير». وبعد تزايد الطلب عليه، قرر العبدي توزيعه عبر البريد، إذ نفذت كل نسخ الطبعة الأولى، فأصدر الطبعة الثانية التي توزع بالبريد كذلك. ولا يعتبر العبدي أن الكتابة مهنة بقدر ما هي هواية ووسيلة للتعبير عن الآراء عبر مختلف الأشكال، وكثيرا ما يتلقى انتقادات حول كونه «يقتحم» مجال الكتابة «، ما يدور خلف ظهري لا أبالي به. أنا لا أكتب كي أسترزق، بل أكتب لكي لا أصاب بالجنون، فمهنتي ك«رخايمي» تساعدني على الكتابة بحرية». ويعتبر العبدي لجوءه للبريد كوسيلة للتوزيع هي طريقة تجعله في صلة مباشرة مع القارئ، وتحميه مما سماه ب»جشع الناشرين». ويشتغل العبدي حاليا على رواية جديدة بعنوان «طرسانة»، تحكي أيقونة الحب التي عرفتها مدينته وزان، تجمع بين بهية وعبد الرحيم، وفي نفس الوقت يقوم بكتابة سيناريو فيلم سينمائي.