تمكّنت السلطات المغربية من ترحيل حوالي 6 آلاف مغربي، مجانا، من ليبيا نحو المغرب، عبر معبر رأس أجدير الحدودي بين ليبيا وتونس، في عملية تتواصل منذ فبراير الماضي. أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، قال ل» اليوم24» إن ترحيل المواطنين المغاربة بدأ منذ فبراير الماضي، وأضاف أن الترحيل يتم عبر معبر رأس أجدير الحدودي بين ليبيا وتونس، مؤكدا أن المغرب بعث بخلية متابعة تقدم كل الدعم والمساعدات اللازمة، وتقوم بترحيل المواطنين الراغبين في العودة إلى وطنهم من رأس أجدير إلى تونس العاصمة، ومنها إلى الدارالبيضاء. كما كشف الوزير بيرو أيضا عن وجود تنسيق بين وزارته ووزارة الخارجية والتعاون من أجل فتح التسجيل أمام المواطنين المغاربة الراغبين في العودة، حيث يتم نقلهم برّا إلى مطار «البرق» شرق ليبيا، الذي يبعد عن مدينة بنغازي ب 250 كلم، ومنه إلى مطار تونس العاصمة، ثم من هذا الأخير إلى مطار محمد الخامس بالدارالبيضاء. وتم ترحيل دفعة أولى من الشرق الليبي، الذي يعتبر الأكثر خطورة، ويبلغ عددها 121 فردا لحد الآن، على أن تليها دفعات أخرى. وأوضح بيرو أن الحكومة قررت التكفل بكل ما يلزم من أجل ترحيل المواطنين، وتأمين عودتهم إلى بلادهم مجانا. وتم ترحيل حوالي 6 آلاف مغربي من ليبيا لحد الآن، ممن عبروا عن رغبتهم في العودة، خاصة في المناطق التي تعرف تدهورا أمنيا، سواء في الشرق وعاصمته مدينة بنغازي، أو في الغرب الليبي. لكن ليس كل المدن تعرف عدم استقرار. ففي اتصال هاتفي ل»اليوم24» بمواطنين مغاربة في مصراتة، كشف رشيد بوشارب،(ينحدر من مدينة فاس) وأصدقاء له، أن هذه الأخيرة تعرف استقرارا أمنيا عاديا، سواء داخل المدينة أو النواحي القريبة منها. وقال بوشارب إن مواطنين مغاربة يعملون خارج مدينة مصراتة، وفي مدن قريبة منها، في أمن وأمان. وقدمت خلية المتابعة المغربية معطيات لوكالة المغرب العربي للأنباء، أذاعتها في تقرير لها أول أمس، أوضحت من خلالها أنها قدمت 740 وثيقة للمواطنين المغاربة العالقين بالمعبر الحدودي «راس أجدير»، لكي يتسنى لهم العبور إلى الداخل التونسي دون مشاكل إدارية، وذلك من أجل استكمال رحلتهم نحو تونس العاصمة، ثم إلى مطار الدارالبيضاء. وأوضح التقرير أن خلية المتابعة تعمل في ظروف غير مناسبة، لكونها لا تتوفر على مقر خاص لأداء عملها بالمعبر، حيث إن المعبر يوجد في منطقة خلاء تنعدم فيها البنيات التحتية وأدنى مستلزمات العمل، وذلك في بيئة أمنية متدهورة. ويقطع أفراد خلية المتابعة نحو 300 كلمتر بين مدينة جربة التونسية حيث يقيمون، ومعبر راس أجدير حيث يؤدون عملهم الذي يستمر حتى أوقات متأخرة من الليل أحيانا. ورغم المجهودات المبذولة، إلا أن ثمة مشاكل وصعوبات تعترض عمليات الترحيل، منها أن المسافة التي تفصل بين راس جدير وتونس العاصمة تبلغ نحو 700 كلمتر، وغياب البنيات التحتية التي يمكنها أن تخفف من عناء السفر والترحيل، علما أن المغرب بإمكانه توفير النقل الجوي من مطار دولي بمدينة جربة التونسية التي تبعد عن راس جدير ب150 كلم فقط، بدل مطار قرطاج الدولي.