لقد أصبح كل من مواقع الفايسبوك وتويتر والأنستغرام واللينكودين تفرض نفسها بقوة، ولها وزن عند المعلنين بفضل تطوير صيغ فعالة، ما جعلها تشغل الحيز الأكبر في مساهمتها في تطوير سوق الإشهار. بدأت مواقع التواصل الاجتماعي في فرض سلطتها على السوق الإشهارية، ورغم انتقادها من قبل المحللين والمستثمرين بسبب ضعف قدرتها على التحويل النقدي لنسبة المتابعة من قبل الجهور الواسع، فإن هذه المواقع لها وزن لا يمكن إغفاله وخصوصا بفرنسا. فحسب مؤشر للإشهار الإلكتروني الذي أصدرته قبل أسابيع نقابة اتحادات الإنترنيت، وشبكة لاتحاد وشبكة لاتحاد مقاولات لدراسة السوق والوضعية الاقتصادية، فقد بلغت الاستثمارات الإشهارية السنة الماضية نحو 7 في المائة على الإنترنيت، أي ما يعادل 203 مليون يورو. أرقام تشمل فقط الحملات الإشهارية الكلاسيكية ولا تشمل الاستثمارات التسويقية التي تقوم بها بعض الماركات، مثل تلك التي تهدف إلى تسيير صفحاتها وحساباتها في هذه المواقع. أما رقم المعاملات في كل المواقع الاجتماعية، فهو أكثر من ذلك بكثير. وتستفيد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير من التحول الذي يعرفه هذا المجال نحو الهواتف الذكية، إذ قامت بتطوير المنشورات والروابط الإشهارية لتتلاءم مع شاشات الهواتف المحمولة. ومكنت المعطيات التي تقوم بجمعها من اقتراح تحديد مدقق للفئة المستهدفة على المعلنين. إضافة إلى أن الغالبية الساحقة للعائدات الإشهارية عبر الفايسبوك (69% في ثلاثة أشهر الأخيرة من سنة 2014) مصدرها الهاتف المحمول. ونجد أن نفس الوضع موجود في موقع تويتر، إذ تبلغ نسبة رواده عبر الهاتف المحمول أزيد من 80 في المائة. وقد تضاعفت الاستثمارات الإشهارية عبر مواقع التواصل الاجتماعي بنحو ثلاث مرات تقريبا، أي ما يعادل 60 مليون يورو خلال السنة الماضية. في نفس قوة TF1 تقريبا أكيد أن المستفيد الأكبر من الانفجار الذي عرفه سوق الإشهار هو موقع الفايسبوك الذي عرف ارتفاعا بنحو 58 %، وحقق رقم معاملات إجمالي يقدر بنحو 12,7 مليار دولار خلال السنة الماضية، ليكون في موقع المتحكم، ما يجعله يسعى إلى تقوية موقعه، ووضعه في الشهور القادمة، خصوصا مع تطوير الإعلانات عبر موقع الأنستغرام. وتقول كارولين فوتين، المسؤولة عن تسويق الإشهار بالخطوط الجوية الفرنسية، «اليوم أصبح للفايسبوك تأثير وجمهور يعادل حجم قوة جمهور قناة TF1، لذلك نحن نستعمله بشكل كبير في استثماراتنا الإشهارية». الاختراق الذي قام به موقع الفايسبوك لسوق الإشهار مثير للدهشة. فحسب تقرير eMarketer حول الإشهار عبر الإنترنيت، فإن حصة الفايسبوك من هذا السوق بلغت 7،8 في المائة العام الماضي في العالم ،و31 في المائة بالنسبة لمحرك البحث غوغل، بينما كانت هذه النسبة شبه منعدمة قبل ثلاث سنوات. أما المستفيدون الآخرون من هذه الموجة الجديدة كتويتر، فقد بلغت حصته من السوق الإشهارية العالمية ما يقارب0,8% وموقع اللينكدين 0,5 %، إذ تقدمت بشكل كبير خلال سنة 2014. الأنستغرام يدخل عالم سوق الإشهار كغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، دخل موقع وتطبيق الأنستغرام إلى السوق الإشهارية، ويعتبر هذا الموقع المؤسس سنة 2010 منصة ضخمة لتبادل الصور، ويتيح لمستعمليه خلق خط زمني لهذه الصور. لكن قبل ورود هذا الخبر، فقد تردد الموقع كثيرا خوفا من فقدان 300 مليون مستعمل. خطوة تم القيام بها السنة الماضية في الولاياتالمتحدةالأمريكية ودول أنكلوساكسونية أخرى، وحاليا بفرنسا، فبعد شرائه من قبل إدارة الفايسبوك سنة 2012 بمبلغ قدر ب 715 مليون دولار، استخدم الأنستغرام كقناة للإشهار خلال شهر نونبر 2013، وبريطانيا في شتنبر 2014، وأستراليا خلال أكتوبر 2014. أما كندا، فقد استخدمته في نونبر 2014. وتعتبر فرنسا أول دولة غير أنكلوسكسونية تستعمل الأنستغرام في الإشهار، حيث قامت العديد من الماركات الفرنسية في عالم التجميل والموضة والطيران بإعلان استخدامها له، والتي كانت قد خلقت حساباتها به في وقت سابق، وتعرف متابعة كبيرة من طرف مستعلمي هذا التطبيق، وتقوم بنشر صور إشهارية لمنتوجاتها وعروضها بشكل مستمر. صور الماركات الفرنسية مفروضة على الكل. حتى وإن لم يكون مستعملو الأنستغرام من متابعي حسابات الشركات الفرنسية، فإن صورها ستظهر لديهم، لكون هذه الشركات تقوم بدفع الأموال من أجل الحصول على متابعة أكبر، مع الأخذ بعين الاعتبار الفئة المستهدفة حسب السن والجنس، وهو نفس الأمر الذي يحصل في كل من موقعي تويتر والفايسبوك. وحسب مؤسسه كيفن سيسطروم، يمضي مستعملو هذا الموقع الاجتماعي في المعدل حوالي 21 دقيقة في اليوم، ويقول لوران صولي، المدير العام للفايسبوك بفرنسا :»هذا ما يدل على أن للصورة والهاتف المحمول سلطة وقوة». ويقول جيروم كرانج، المسؤول عن الإشهار بشركة عطور فرنسية، «إن الأنستغرام هي الأكثر مشروعية، لأنها تعتمد على الصورة، ولا يوجد شيء مشوش حولها». وفي نفس السياق، تقول كارولين فونتين، مديرة الإشهار بشركة الطيران الفرنسي، «نحن نسعى للتواجد مع فئة مستهدفة أكثر شبابا»، لكون هذه المنصة تمنح إمكانية أكبر للإبداع والتجديد. * عن http://www.lesechos.fr/ و http://www.20minutes.fr/