بعد القرار المثير الذي أصدره رئيس المحكمة التجارية بوجدة في، غشت الماضي، والقاضي بتوقيف أشغال إنجاز لاقط هوائي لشركات اتصالات المغرب فوق بناية في بركان، والذي علله بكون الإشعاع المغناطيسي الذي من المحتمل أن ينبعث من هذه اللاقطات، تستعد إدارة المستشفى الجهوي الفارابي في وجدة لتثبيت لاقطين هوائيين فوق سطح المستشفى، وهو القرار الذي أثار حفيظة نقابيين عاملين داخله. المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل، قال إن هذه الخطوة تحكمها "نظرة تجارية"، من طرف المسؤولين على المؤسسات الصحية، وإن الأمر فيه محاولة لإفراغ هذه المؤسسات من طابعها الاجتماعي. حكم قضائي يجبر «اتصالات المغرب» على وقف بناء لاقط هوائي النقابة المعنية، كشفت أن وضع لاقطين هوائيين فوق سطح الفارابي سيتم مقابل سومة كرائية شهرية، وهو الأمر الذي "أثر سلبا في نفسية الموظفين، معمقة بذلك معاناتهم اليومية مع تدهور ظروف عملهم"، يقول بيان للنقابة المعنية توصل "اليوم24″ بنسخة منه. المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة، لم يتوقف عند حد رفض هذه الخطوة، إذ اعتبرالعملية "استهتارا بالموظفين العاملين في المؤسسة والمواطنين طالبي العلاج". وبخصوص الأضرار المحتملة للاقطين الهوائيين تحدثت النقابة المعنية بلغة "إحتمالية"، إذ اكتفت بالقول إن من بين أسباب رفضها إقامة التجهيزات المذكورة " ما يتداول من تأثيرات محتملة على صحة الأشخاص القريبين من مكان تثبيت اللاقط خاصة". بالإضافة إلى مطلبها توقيف عملية التثبيت، دعت النقابة المعنية، موظفي القطاع والجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والحقوقي، ونقابات مختلف القطاعات إلى "تنظيم كل الأشكال الاحتجاجية حماية للموظفين العاملين في المؤسسة، والمواطنين المرتادين عليها من كل التأثيرات السلبية المحتملة". من جانبه، قال المندوب الإقليمي لوزارة الصحة في وجدة، إن تثبيت اللاقطين الهوائيين سيتم بموجب عقدة بين وزارة الصحة وشركة اتصالات المغرب، والتي وقعت على المستوى المركزي، مشيرا في تصريح ل"اليوم24″ إلى أن ما يتم ترويجه من أضرار محتملة لهذه اللاقطات هو "مجرد كلام"، لا يجد سندا من الناحية العلمية، إذ لا يوجد ما يثبت أنها تتسبب في أمراض، وبالتالي فالوزارة وعبر مصالحها في وجدة ستمضي في تثبيت تلك التجهيزات وفق ما هو متفق عليه حسب المتحدث نفسه.