لأول مرة في تاريخ الدعاوى القضائية التي يقيمها المواطنون المتضررون من اللاقطات الهوائية ضد شركات الاتصالات، يقضي القضاء بتوقيف أشغال بناء لاقط هوائي للهاتف المحمول لوجود «ضرر على صحة الإنسان». الحكم الأول من نوعه، الذي أصدرته المحكمة التجارية بوجدة يوم 22 غشت الجاري ضد «اتصالات المغرب»، يقضي بإيقاف أشغال إنشاء لاقط هوائي فوق سطح الإقامة 404 بزنقة «فالونسيان» المطلة على زنقة إسبانيا بمدينة بركان، بعد تقدم متضررين بمقالين أمام رئيس المحكمة المذكورة. والحكم مشمول بالنفاذ المعجل على الأصل تحت غرامة تهديدية قدرها 500 درهم عن كل يوم تتأخر فيه الشركة في التنفيذ. رئيس المحكمة، وفي تعليل مثير، أكد أن «الضرر المستقبلي أو الاحتمالي قد لا يمكن اعتمادهما في بعض المواضيع المادية الصرفة، أما إذا تعلق الأمر بالصحة العامة البدنية للشخص، وخاصة صحة الأطفال، فإنه يتعين أخذهما في الاعتبار، لأن الصحة البدنية لا يمكن إرجاعها إلى حالتها الأولى إذا ما أصابها ضرر ما، خاصة إذا كان سببه الإشعاع المغناطيسي الذي لم يجرؤ العلماء في هذا المجال على كشفه لتصادم ذلك مع القوة الاقتصادية الهائلة للشركات المشتغلة في هذا الميدان، وذلك على حساب صحة الإنسان، وعليه فإن الضرر من هذا النوع يجب وضع حد له في أي مرحلة تم فيها تحديد سببه، ولو كان مستقبليا أو احتماليا».