وداد الملحاف لم تكن المسيرة الفنية للشاب أشرف بزناني، البالغ من العمر 35 سنة، مفروشة بالورود، فبعد إكماله لدراسته الثانوية والجامعية بمدينة مراكشمسقط رأسه، اشتغل موظفا بنيابة وزارة التعليم بالمدينة نفسها. بدأ أشرف هوايته مبكرا كرسام تشكيلي، ثم انتقل إلى ممارسة فن الكاريكاتور لينشره بجرائد جهوية، ثم ركز بعد ذلك على الدراسة ليعود من جديد إلى هواية الطفولة، أي التصوير الفوتوغرافي، لكن بوسائل تقنية أكثر تطورا حقق من خلالها شهرة واسعة في أوروبا وأمريكا. في سنة 1994 أحرز أشرف على الجائزة الثانية وطنيا في مسابقة للرسم والفن التشكيلي، فتوالت المشاركات في المسابقات ونيل الجوائز، إلا أنه وجد قيودا تقيد أنامله كما تُقيد الرسومات التي يبدع، فقد كان يريدها أن تتحرك وأن تتكلم، لكن سرعان ما اجتذبه الفن السينمائي، الذي وجد فيه مبتغاه، صورا يرسمها في مخيلته ليحركها بكاميرته. فقد حاول أن يوازن بين وظيفته الأساسية وبين هوايته وفي اتصال مع اليوم24 يقول أشرف: «لا أستطيع أن أعتمد على التصوير كمصدر وحيد للدخل لأن أعمالي لا تفهم بسهولة هنا». يغلب على صور أشرف الطابع السريالي وفي هذا السياق يقول : «أجد أن سبب عدم فهم الجمهور المغربي لأعمالي يعود بالأساس إلى قلة الوعي وانتشار الأمية، إضافة إلى ضعف تشجيع الجهات الحكومية لهذا النوع من الفن». هذا، ويشارك أشرف في الوقت الحالي بمعرض دولي جماعي بهنغاريا سينتهي يوم 11 مارس. أنتج أشرف أول فيلم قصير له سنة 2006، بعنوان : «مسيرة»، وهو فيلم تجريبي من ثلاث دقائق يحكي مسيرة طفل في صراعه مع الأمية، الفيلم الذي نال الجائزة الكبرى في المهرجان الدولي للفيلم القصير بمدينة الدارالبيضاء سنة 2007. ما شجعه على إنتاج فيلم قصيرا ثان بعنوان : «مهاجر» من إخراجه وتصويره، فيلم تجريبي من سبع دقائق يحكي عن معاناة مهاجر بين الغربة والحنين إلى الوطن الأم، كان فيلما للهواة، لكنه يحمل أفكار محترفين على الرغم من تصويره بمعدات بسيطة. أحرز الفيلم جوائز محلية ودولية كان أبرزها، جائزة أحسن فيلم في مسابقة الفيلم القصير نظمتها جامعة الدول العربية سنة 2009، وجائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم القصير والوثائقي بالدارالبيضاء سنة 2009، والجائزة الكبرى لمهرجان فيلم الهواة بسطات سنة 2008. وخلال مشاركاته في معارض دولية يلتقي أشرف بكبار المستثمرين في عالم الصورة والإشهار «لقد تلقيت عروضا من مختلف أنحاء العالم، أكثرها إغراء كانت من قطر وكندا للاشتغال في مؤسسات إشهارية، لكن لا أستطيع الرحيل بسبب التزامات أسرية». أصدر أشرف كتابين حول التصوير السريالي يتضمنان مجموعة من أشهر أعماله الفوتوغرافية سنة 2014، «عبر عدستي» في طبعتين، طبعة في البرتغال بدعم من الناشر «ألمالوزا مايند أفير»، وطبعة في الولاياتالمتحدةالأمريكية متوفرة حول العالم عبر متاجر «أمازون»، وفي مختلف المكتبات الأكاديمية العالمية. والكتاب الثاني «داخل أحلامي» هو أول مؤلف لآرت بووك Art book يهتم بالتصوير السريالي والمفاهيمي في العالم العربي. نشرت أعمال أشرف على أغلفة عدة مجلات متخصصة في التصوير الفوتوغرافي حول العالم كما عرضت أعماله الفوتوغرافية في فضاء الفن العالمي «آرت سبايس» بنيويورك وبودابست بهنغاريا، وتريبيرج بألمانيا. وقد صنفت أعماله الفوتوغرافية السريالية من بين الأفضل عالميا في موسوعة «الفن العالمي اليوم» للمؤرخة الألمانية «أنغري غارديل» ستصدر في ماي 2015، «أتمنى أن أستطيع نشر أعمالي ببلادي، وخصوصا بالأروقة والفضاءات المعروفة لكي أستطيع التواصل مع الجمهور المغربي» يقول أشرف بناني، أمنية قد تجعله يحظى باعتراف وطني بعدما حصل عليه خارج حدود الوطن.