يشكل شهر مارس من كل عام فرصة سنوية للأمازيغ للاحتفاء والاحتفال بأكلات القبائل الأمازيغية وفاء بإزهار شجرة اللوز في بلدات سوس. مهرجان اللوز فرصة لإظهار الإنفراد الثقافي لمدينة ومنطقة تافراوت عامة، حيث دأبت الساكنة على الوفاء للإحتفال بفترة إزهار شجرة اللوز، التي تعد موروثا طبيعيا وثقافيا يحتل مكانة راسخة لدى الساكنة. و يرجع تاريخ اقامة هذا الموسم حسب ما ذكره بعض المؤرخين الى القرن السابع الهجري الموافق 1500 ميلادية. وأول من أحدثها الفقيه العالم أبو يحيى العثماني الكرسيفي المتوفى سنة 1585 ميلادية، والذي كان له نفوذ روحي عظيم ببلاد سوس لعلمه وزهده. ومن القبائل الامازيغية التي تمارس هده العادة هي قبائل أسيف واملن وتافراوت وأيت سمايون وتاهلة وإيمور وأكرسيف واغشان وإداوسملال وإداوبعقيل وأيت صواب وأيت توفاوت وإداكنضيف وتيغمي وإدبها في سوس. واحتفالية عادة "إدرنان" عادة إجتماعية وثقافية يتميز بها سكان جبال الأطلس الصغير، وتحمل من الدلالات الرمزية الشيء الكثير، فهي ترمز إلى علاقة الإنسان الأمازيغي بالأرض، ومدى قوة وقدم استقراره بالمجال. بحسب معتقدات الأمازيغ، فإن الإحتفال بعادة "إدرنان" على استخدام ما تجود به الأرض، وتتزين النساء باللباس التقليدي، وتعج المطابخ الأمازيغية بأنواع الفطائر وما لذ وطاب من الأكلات الأمازيغية العريقة. خلال الاحتفال ب"إدرنان"، تسمع الأهازيج في كل الدواوير وتصدح الحناجر ب"تنظامين" و"تزرارين" و"تمواشين"، وهي أشعار تجعل موضوع العلاقة بين الأرض والإنسان واللغة محورا لها، كما أن عادة "إدرنان" مناسبة لصلة الرحم. عن شكل الاحتفال، يقول عمر بوبريك، باحث في الثقافة الأمازيغية ل"اليوم24″: "القرية التي تحتفل بإدرنان تستقبل الأهالي والأصدقاء والمعارف من مختلف الأماكن، وبالتي فهي مناسبة لتوطيد أواصر القرابة والصداقة والمحبة والتعاون. وأضاف بوبريك "أن إحتفالية إدرنان تدوم شهرين متتابعين، وتتناوب القرى أو الدواوير على الإحتفال بها ثلاثة أيام في الأسبوع (الخميس، الجمعة و السبت) وذلك وفق برمجة محددة تاريخيا وضعها الأجداد واحترمها الأحفاد". ففي الأسبوع الأول من السنة الأمازيغية الجديدة الذي يعرف فيه كذلك (أنموكار سيدي يعقوب)، يتم التهيئ لهذه الاحتفالات في كل دواوير أملن. وفي الأسبوع الثاني يحتفل به كل من: أكلز- إكرضان – أيت طالب – أيت مسعود أزرواضو- تكنزة – أيت أزرو- أنيركي- دوسلوكتم- تمجضوت وتوضيض. أما في الأسبوع الثالث تحتفل به قبيلة إريغ نتهالة (تافراوت). وفي الأسبوع الرابع يعود إلى أملن من جديد ويحل ضيفا على مجموعة من الدواوير التي يطلق عليها (حد الصاين) وهي كالتالي: أسكين – أيت أومكاس – تمالوكت – تكضيشت – تدلي – أنامر- أنيل – إغالن – تركت والديملالن . وفي الأسبوع الخامس فيعيش سكان مدينة تافراوت و خاصة الدواوير المجاورة لها نفس الحدث وهم : أفلاواداي – أداي – إغيرنتركانت – تزكا – أضاض – إميان وأكرض أوضاض. وبعد ذلك تنتقل أجواء الاحتفالات مرة أخرى إلى أملن (تافروات)، فبحسب مسؤولي جمعية اللوز، راعية هاته التظاهرة من الاندثار،ففي الأسبوع السادس تحتفل به كل من تنضيلت – أسكاور- تسكانتودم وتازولت. أما في الأسبوع السابع فيحط الرحال في كل من أمسنات وتدارت. وتواصل مسيرة إدرنان في الأسبوع الثامن مسيرتها بكل من إمي نتزغت – تيزغت – إمي اكشتيم – أكشتيم – أليلي وتفغلت . وفي الأسبوع التاسع (الأخير)، يختم هذا العرس التقليدي الفريد ويقام مراسم الختام في تاغزوت نايت أوسيم، وبذلك تودع قبيلة أملن (تافروات) هذا الحدث التقليدي الأصيل. موسم إدرنان مناسبة للتعارف وتبادل الراي و مناسبة للتقارب و التعارف بين الشباب قصد الزواج. ويجسد كذلك الوعي الجماعي السائد بين أعضاء الدواوير خاصة، والحس المشترك الذي يربط سكان القبائل الأمازيغية بتقاليدها الثقافية وعاداتها الحضارية العريقة والمتجذرة في التاريخ. كما أنه فرصة للتواصل الشخصي والجماعي والتعارف ونسج الروابط والعلاقات الزواجية والقرابية فمازال سكان المنطقة حريصين كل الحرص على بقاء وخلود موسم إدرنان إلى اليوم.