بعد سنة تقريبا من انطلاق الأشغال فيه، أعلنت اليوم السلطات الإقليمية ببركان أن السياج الذي تشيده الدولة على طول الحدود مع الجارة الجزائر قد انتهت فيه الأشغال بالمقطع المتواجد بين أحفير والسعيدية التابع لنفوذ عمالة عاصمة البرتقال، والذي يمتد على مسافة 30 كلم. لجنة مكونة من السلطات المدنية والعسكرية، والمصالح التقنية والمقاولات المكلفة بالمشروع، زارت صباح السياج المذكور الذي ينتظر الشروع في إجراءات التسليم المؤقت في غضون الأيام القليلة المقبلة. الجيش يشيد جيل جديد من مراكز الحراسة على الحدود الشرقية مع الجزائر ووفق ما كشفه ديوان العمالة، فإن بناء السياج تم في إطار برنامج تهيئة المناطق الحدودية بإقليم بركان، وتفعيلا أيضا لاتفاقية شراكة مع المجلس الإقليمي بتمويل من المديرية العامة للجماعات المحلية، وكلف الشطر الأول من هذا البرنامج 20 مليون درهم. العمالة أكدت أيضا بأن "مجهود خاص" بذل لصيانة و مراعاة حقوق الساكنة المحلية المرتبطة بممارسة النشاط الفلاحي، خاصة ما يتعلق بحق استغلال مياه السقي والنقط المائية (نقط الضخ)، وفي نفس الإطار، زارت اللجنة المذكورة مراكز المراقبة الجديدة التي يتم تشييدها، وهي المراكز نفسها التي قال المصدر نفسه بأنها "ستساهم في تعزيز المراقبة الحدودية ومكافحة الهجرة السرية وتهريب المخذرات والمواد الخطرة، فضلا عن توفير الحماية والعيش الكريم لسكان هذه المناطق". إلى جانب السياج يتضمن مشروع تنمية المناطق الحدودية، في شطره الأول بإقليم بركان خمسة مشاريع أخرى، منها بتزويد دوار "ادشيرة لحدشات" بالماء الصالح للشرب بوضع قنوات على مسافة 800 متر ومنشئات مائية و الربط الفردي لفائدة 15 مسكنا، وكهربة 35 منزلا بالشريط الحدودي ومركزين لمراقبة الحدود بتكلفة إجمالية تبلغ مليون درهم لفائدة 222 مستفيدا، وتزويد دوار لبغادة 3 بالماء الصالح للشرب بوضع قنوات على مسافة 1730 متر ومنشئات مائية وكذا الربط الفردي بتكلفة الإجمالية للمشروع 165 ألف درهما لفائدة 120 مستفيدا. في السياق نفسه، لازال عدد من المهربين العاملين في مجال التهريب المعيشي، يطالبون بفتح منفذ لهم بالسياج المذكور، خاصة المقطع المتواجد بمنطقة "الدوبة" على بعد حوالي 15 كلم من مدينة وجدة، ونظم هؤلاء المهربين عدة وقفات إحتجاجية من أجل ذلك. تجدر الإشارة إلى أن الدولة تشيد السياج المذكور على طول الشريط الحدودي الشرقي مع الجارة الجزائر، على مسافة إجمالية ناهزت 90 كلم، ويشمل المجال الترابي لثلاثة عمالات وأقاليم (إقليمي بركان وجرادة وعمالة وجدة)، ويأتي تشييده أشهر قليلة بعد تشييد الجزائر لخنادق على طول حدودها الغربية.