رفضت الغرفة الجنحية التلبسية بابتدائية مراكش، مساء الاثنين الماضي، ملتمسا بمنح السراح المؤقت لرجل أمن كان يعمل بإحدى النقاط الحدودية بمدينة تطوان، يشتبه في أنه كان على علاقة مشبوهة بشبكة مراكش للكوكايين، التي تمثل المجموعة الثانية منها، والمكونة من أربعة أفراد، بالإضافة إلى رجل الأمن المذكور، في حالة اعتقال أمام المحكمة نفسها، التي كانت أدانت، في وقت سابق، المجموعة الأولى من الشبكة المكونة من 26 متهما بأحكام قضائية بلغ مجموع مددها 234 سنة وستة أشهر سجنا نافذا. ابتدائية مراكش حددت الاثنين المقبل موعدا للجلسة القادمة من محاكمة أفراد المجموعة الثانية من شبكة مراكش للكوكايين، إذ من المقرّر أن يتم الاستماع إلى المتهمين الخمسة، الذين يوجد من بينهم شخص يحمل جنسية مزدوجة مغربية/هولندية، كان موضوع مذكرة بحث على الصعيدين الوطني والدولي من أجل ترويج المخدرات الصلبة (الكوكايين) ومخدر الشيرا المحلي. وكانت ولاية أمن مراكش أصدرت مؤخرا بلاغا أكدت فيه أن عملية توقيف المتهمين جاءت بعد سلسلة من التحريات التي باشرتها المصالح الأمنية حول تحركات المتهم الهولندي ذي الأصول المغربية، حيث تم رصد تنقله بين المغرب وأوربا ودول أمريكا اللاتينية، إذ كان يستعمل وثائق سفر أجنبية سليمة تحمل هويات مزيفة، قبل أن يتم توقيفه رفقة ثلاثة من مساعديه، وبحوزتهم معدات متطورة للاتصالات، عبر الأقمار الاصطناعية، وأجهزة لتحديد المواقع، وعدد من السيارات الفارهة، بالإضافة إلى وثائق هوية كان أفراد الشبكة يستعملونها في تنقلاتهم، وأخرى تكشف مختلف نشاطاتهم غير المشروعة في الاتجار الدولي في المخدرات وتبييض الأموال. وأوضح البلاغ أن العملية تمت في إطار الأبحاث التي تواصلها ولاية أمن مراكش، بتنسيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني والفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بينما مازالت الأبحاث جارية للكشف عن عناصر أخرى قد تكون لها علاقة بهذه الشبكة. وأضافت ولاية أمن مراكش أن العملية المذكورة تندرج في سياق متابعة خيوط الشبكة الإجرامية المتخصصة في ترويج المخدرات الصلبة على الصعيد الدولي، التي سبق للمصالح الأمنية المحلية أن أوقفتها، بتاريخ الخامس من شهر شتنبر المنصرم، وهي العملية التي أسفرت عن حجز كمية كبيرة من مخدر الكوكايين الخام، بلغ وزنه 226 كيلوغراما، وكذا طنين من مخدر الشيرا، بالإضافة إلى حجز أربع بواخر وثلاث سيارات وشاحنتين ومعدات وآليات مختلفة، فضلا عن توقيف مجموعتين تنتميان إلى الشبكة نفسها، التي وصل مجموع المتابعين فيها إلى 31 متهما. وحسب مصادر مطلعة على الملف، فقد كان البحث جاريا على عضو محوري في الشبكة يُدعى «السالك»، كان يُشارك زعيم الشبكة المعروف باسم»عمّي» في زعامتها، الذي توارى عن الأنظار مباشرة بعد سقوط المجموعة الأولى في قبضة رجال الأمن بمراكش في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 5 شتنبر المنصرم. وقد أكدت المصادر نفسها أن «المعلم الكبير» صرّح أمام المحققين، خلال مرحلة إنجاز الأبحاث الأولية والتفصيلية من طرف الشرطة القضائية، أن «السالك» موريتاني الجنسية، وسبق له أن التقاه، في سنة 2007، بمطعم مشهور بشاطئ عين الذئاب بالدار البيضاء، رفقة مواطن جزائري، حيث اتفقا على الشراكة في زعامة شبكة للاتجار الدولي في المخدرات، تقايض الشيرا المغربية بالكوكايين القادم من دول أمريكا اللاتينية في أعالي البحار مع مروجين دوليين للمخدرات.