استقبلت كلميم أمس (الثلاثاء) عددا كبيرا من أعيان القبائل الصحرواية الكبرى وشخصيات سياسية ومدنية فاعلة في المنطقة، وكذلك القادمين من السمارة وطانطان والعيون وآسا، للتباحث في أمر الوفد الذي سيتجه إلى الرباط من أجل طلب لقاء مع الملك محمد السادس، وطلب تحكيمه في ما بات يُعرف ب»قضية بلفقيه»، وهكذا توافد أعيان كل من قبيلة الركيبات، قبيلة أيت باعمران، وأولاد دليم وأيت ياسين، وأيت بوهو، وقبائل أخرى، للمشاركة في الاجتماع الذي سيوفد فيه المجتمعون تمثيلية لهم إلى القصر الملكي ليطالبوا بلقاء الملك وتدخله فيما يصرون على نعته ب»الفساد والاستبداد». هذا، وعلمت «اليوم24» من مصادر داخل هذه التنسيقية أن 14 رئيسا جماعيا، إضافة إلى برلمانيين ومنتخبين وممثلين عن المجتمع المدني قد وصلوا فعلا إلى مكان انعقاد اللقاء. وعن حيثيات الاجتماع، قال النائب السابق لرئيس المجلس البلدي بكلميم سلامة هاوين، في اتصال ب»أخبار اليوم»، «سنحدد لائحة الفعاليات المشاركة في الرحلة نحو القصر الملكي، مع العلم أننا فتحنا المشاركة للجميع»، وحول ما ستطلبه هذه القافلة من الملك قال هاوين، «سنطلب من الملك محاربة الفساد والمفسدين وأن ينهي حالة (الحكرة)، كما سنطالب جلالته بتفعيل مضامين الخطاب الملكي الداعي إلى الضرب على يد كل مفسد في الوطن». وحول احتمال منع القافلة من التوجه إلى القصر الملكي بالرباط قال هاوين: «إذا تم منعنا، فليتحمل الجميع مسؤوليته». من جانبه، قال الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية وأحد المنسقين لهذا اللقاء، الصافي عبد اللطيف: «منذ شهور ونحن ننتظر انفراجا وتغيرا في أحوال الفساد الذي ظهر في كلميم بشكل لا يمكن تجاهله، ونحن اليوم في مرحلة التصعيد، وسنخبر جلالة الملك بكل ما بيدنا من حقائق». وجوابا عن سؤال حول علاقة هذه الاحتجاجات والإجراءات التصعيدية بإعفاء الوالي العظمي (عمر الحضرمي) قال الصافي، «اصطفافنا إلى جانب الوالي العظمي لم يكن لاعتبارات قبلية أو شخصية، بل لأن الرجل التقى معنا في محاربة الفساد المستشري، وإعفاؤه جاء ليؤكد أن الهيمنة في كلميم، لها من يرعاها وسيكون مطلبنا مركزا، أيضا، على من يقف وراء دعم المفسدين». ومن بين أعيان قبائل الصحراء، الذين حلوا أمس بكلميم، تحدث مبارك محمد بوحلاسة عن قبائل أيت باعمران قائلا:»سنطرح القضية على جلالة الملك باعتباره الضامن لاستقرار الأقاليم الجنوبية والوطن بأكمله، لأننا لا نقبل الإهانة وأن يسرق أموالنا أحد، كما أؤكد أننا غير راضين عما حدث للوالي العظمي، والذي يجب الإشارة إلى أن والدته تنحدر من منطقة كلميم، وله سيرة حسنة. إذ خلال سنة واحدة حد من الكثير من الممارسات غير القانونية، فتصدوا له وحاربوه، حتى تمكنوا من نزعه». وكانت مدينة كلميم شهدت بُعيد تنظيم عدة وقفات احتجاجية من أجل التنديد بما سمّاه المحتجون «الموقف السلبي للدولة تجاه المنطقة، والمتمثل في تنقيل والي من خيرة ولاة المغرب»، فيما أكد الكمراني أن أعيان المنطقة وسكان كلميمالسمارة، كانوا يستبشرون بتعيين العظمي قائلا: «هو ابن المنطقة والعارف بخباياها، حقق في أقل من سنة إجماعا عليه وعلى أسلوبه الحكيم والجيد في التسيير».