يعرض فيلم الشعيبية لقصة حياة أشهر فنانات المغرب التشكيليات في القرن الماضي. تؤدي دور البطولة الفنانة السعدية أزكون، وينافس على الجائزة الكبرى للمهرجان «الشعيبية» فلاحة أمية من الرحل.. استطاعت هذه المرأة الحديدية بفضل قوة عزيمتها وإصرارها أن تغير مسار حياتها. يروي فيلم «الشعيبية»، ومدته 83 دقيقة، حكاية امرأة مغربية أصبحت واحدة من أشهر الفنانين التشكيليين في القرن العشرين. ولعبت دور البطولة في هذا الفيلم الفنانة السعدية أزكون، المعروفة ب«للا منانة». يبدأ الفيلم باسترجاع ذاكرة الشعيبية، الفنانة التشكيلية، ابتداء من مولدها عام 1929، وكيف قام والدها بتسليمها إلى عمها لينقلها من البادية إلى المدينة. رصد الفيلم مختلف مراحل حياة الشعيبية، بدءا من طفولتها، مرورا بمرحلة إقامتها لدى عمها في الدارالبيضاء وزواجها المبكر من رجل عجوز كان يرغب في إنجاب الأولاد، لكن تشاء الأقدار أن يرحل زوج الشعبية إلى دار البقاء بعد وضعها طفلها مباشرة، ليتركها وحيدة في مواجهة الحياة. كافحت الشعيبية من أجل تربية ولدها الذي سيصبح لاحقا الفنان الحسين طلال. ينتقل الفيلم بعد ذلك إلى مرحلة أخرى، ليركز الاهتمام على مرحلة النضج الفني للشعيبية، التي ستكتشف أنها فنانة تشكيلية ماهرة. فذات يوم سيستقبل ابنها عن طريق أحد معارفه أحد الأشخاص، وهو أجنبي يرغب في الاطلاع على الأعمال التشكيلية التي رسمها ابن «الشعيبية». عندما نظر الرجل إلى اللوحات بدلت له غير مقنعة ولا يمكن عرضها في معرض بباريس، بيد أن الشعيبية قررت إطلاعه على بعض رسوماتها، فانبهر الرجل ووعدها بأنه سيعود بعد أن يكمل رحلته إلى عدد من الدول. وفعلا، عاد الرجل لتُفتح أمام الشعيبية، المرأة البدوية، حياة مشرقة، ولابنها كذلك الذي سيتحول إلى مسير لأعمالها. ويرى عدد من الذين تابعوا هذا الفيلم أن الشريط يتيح الاطلاع على تطور مسار الفن التشكيلي في المغرب، كما يسلط الضوء على رائدي الحركة التشكيلية المعاصرة في المغرب، الجيلالي الغربالي ومحمد الشرقاوي، اللذين ارتبطا بعلاقة صداقة مع الشعيبية. ويرى بعض النقاد أن الفيلم قد يفتح شهية مخرجين آخرين للالتفات إلى رموز وطنية بارزة في مختلف المجالات، لاسيما أنه يأتي بعد وقت قليل من إنجاز المخرج إدريس المريني فيلم «العربي»، الذي يستعيد سيرة لاعب كرة القدم الراحل العربي بنمبارك. من جهة أخرى، يرى نقاد آخرون أن هذا الفيلم أخذ منحى الأفلام الوثائقية، لأنه يوثق سيرة فنانة تشكيلة مغربية، وهو ما جعله يبتعد نوعا ما عن العمل السينمائي الحقيقي بكل أبعاده الإبداعية والفنية والتقنية. هذا، واستفاد الفيلم من دعم بلغ 4.5 ملايين درهم من صندوق دعم الإنتاج السينمائي، انضاف إلى ميزانية تقدر ب15 مليون درهم.