حضرت روح المفكر وعالم المستقبليات المهدي المنجرة، مساء اليوم السبت، في قاعة القدس بالمعرض الدولي للنشر والكتاب، في لقاء بعنوان "ذاكرة المهدي المنجرة" بمشاركة الفنان عبد الوهاب الدكالي والفنان التشكيلي أحمد بنيسف والأستاذ مصطفى مشيش العلمي. وقال الدكالي إن المغرب لم يحتضن المفكر المنجرة كما ينبغي "لو احتضن المنجرة من قبل بلده المغرب لتم الاستفادة منه" مسترسلا :"لو كان في بداية الاستقلال عشرين شخصا من أمثال المنجرة لكان المغرب في مستوى أحسن من الآن بكثير". من جهته، قال مصطفى مشيش العلمي إن المنجرة "بحر كبير وعميق لا أستطيع السباحة فيه، لكنني أحاول السباحة في جزء من شواطئه فقط" من خلال الحديث عن أهمية علم المستقبليات في خدمة المجتمع، حيث أعطى مشيش نماذج من المغرب من خلال التنمية الفلاحية والتعليم وغيرها من القطاعات. كما عرج الى تمييز المنجرة بين الإرهاب الأفراد وإرهاب الدول، "حاليا المنظومة تجرم إرهاب الأفراد وتتجاوز إرهاب الدول"، وأعطى مثالا بما تقوم به اسرائيل على غزة وحروب أمريكا على أفغانستان. وشدد المتحدث ذاته أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تتعامل بازدواجية مع مفهوم الإرهاب "أوباما في خطابه الأخير، قال إنه ضد التطف والإرهاب وليس ضد المسلمين..هم يلصقون الإرهاب والعنف بالإسلام، ويبرؤون المسيحية واليهودية في حين أن التاريخ الحاضر والماضي جابل بأحداث دموية تؤرخ لذلك" وقال الفنان التشكيلي محمد بنيسف أنه رافق الراحل المهدي المنجرة لأكثر من 4عقود، وحضر الى جانبه في معظم الندوات التي كانت تلغى في آخر لحظاتها، "المهدي كان رجل أرقام، يربط الأحداث الدولية بالوطنية، يقوم بجمعها على شكل معادلة قبل قسمتها والخروج بالنتيجة". وأشار بنسيف إلى المسارين المختلفين اللذان طبعا حياة الراحل، الأول حين عمل مستشارا أولا في الوفد الدائم للمغرب بهيئة الأممالمتحدة في بداية مساره الأكاديمي قبل أن يتحول في مساره الثاني الى مدافع عن الشعوب المقهورة وحرياتها. وتجدر الإشارة الى أن المفكر المغربي المهدي المنجرة توفي يونيو الماضي في الرباط، عن عمر يناهز 81 سنة، وذلك بعد صراع طويل مع المرض دام لسنوات. حاز على أكثر من جائزة دولية ووطنية في أكثر من بلد، جال كثيرا من دهاليز المنظمات الدولية وبلغ بداخلها أسمى المناصب وندد بمواقفها في قضايا الحاضر والمستقبل، على المستوى العربي والدولي، ولد بالرباط عاصمة المملكة المغربية يوم 13 مارس 1933، أتم دراسته الجامعية بالولاياتالمتحدةالأمريكية، عمل مستشارا وعضوا في العديد من المنظمات والأكاديميات الدولية. وساهم في تأسيس أول أكاديمية لعلم المستقبليات، وترأس خلال أربعين سنة أكبر معهد للأبحاث المستقبلية والاستراتيجية في العالم، ويعتبر أكبر خبير مستقبليات على مستوى العالم.